الأربعاء، 12 يوليو 2017

 هل ينتحر تميم؟
ونظرة لواقع التخطيط لمحور
إيران-قطر-العراق-تركيا

قد يبدوا للنظرة الاولي لموقف الصراع انه صراعي عربي-عربي فقطر في جانب ومصر الامارات والسعودية والبحرين في جانب ولكن حقيقة الامر ان واقع الصراع مختلف وهو صراع استراتيجي ونتائجه لم تظهر بعد فمازالت أوراق اللعب تتحاور ونتيجة هذا الحوار لن تظهر في المستقبل القريب فكل من هذه الأطراف له استراتيجياته وأهدافه البعيدة.
ايران تبحث عن ما يسمي رأس كوبري او موضع قدم في الجانب العربي من الخليج تدير منه الصراع الايراني العربي للسيطرة علي المنطقة وتحقيق اطماعها وقطر فرصة  لها سوف تقاتل من أجل بقائها فيها وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الفارسية  لذا اسرعت بتقديم الدعم في مجال ارسال المواد الغذائية  والخضراوات إضافة الي فتح مجالها الجوي امام الرحلات القطرية نحو العالم  وأشار رحمت أباد  المدير التنفيذي للمطارات والملاحة الجوية الايراني ان إيران ارادت فتح مجاله الجوي امام الطيران القطري للتخفيف من عواقب المقاطعة العربية التي فرضتها مصر والسعودية والامارات والبحرين وبل وأضاف آبادي ان طهران أبلغت الدوحة انها  تريد توسيع العلاقات معها دون تحقيق إيرادات مالية باستخدام الأجواء الإيرانية وبل ودعا المسؤول الايراني قطر الي عدن نسيان الموقف والدعم الايراني منها إذا تمت تسوية الأزمة الخليجية كما ان ايران إرادة من واقع تصريحات المسؤولين الايرانيين  الذين اوضحوا دون إخفاء ان الدوحة هدف استراتيجي بهدف خلق تحالف إيراني-عراقي-قطري ليكون ثقلا إقليميا ويعد ذلك فرصة مهمه بالنسبة لإيران لبسط نفوذها....فهل يسمح  المحور  المصري-السعودي- الإماراتي- البحريني بذلك؟.

فالعراق الشيعي الحليف لإيران وإن كان في نهاية حربه مع الدواعش مازال ينتظره الكثير من الصراعات الداخلية الذي يهدد كيانه كدولة العراق المعروفة سابقا فالأكراد في سعي لتكوين كردستان في ارضهم بالعراق واستكمال دولتهم في جزء من سوريا ثم تركيا وان كان طريقه مازال طويلا إلا ان بدايته في الأراضي الكردية بالعراق أصبحت قريبه لذلك فالعراق يحتاج للدعم الشيعي من إيران..... وتقترب العراق من قطر كما ان رئيس البرلمان العرقي سليم حبور المحسوب علي تيار الاخوان المسلمين في العراق زار الدوحة في نهاية رمضان ليؤكد دعم بغداد لقطر بل ان النائب الاول لرئيس الجمهورية نور المالكي أكد ان بغداد ترفض الإطاحة بنظام آل ثاني في قطر.

تركيا وطموحاتها تجعلها تلعب دورا مشبوها واسرعت بإرسال آلياتها العسكرية ولم تقيم الاستثمارات الامارتية والسعودية ودورها في الاقتصاد التركي ودخولها حلبة الصراع العرابي القطري ليس حبا في قطر ولكن لاستكمال دفاعها عن الإخوان والاستفادة بالأموال القطرية وانقره هي الفرع القوي عسكريا واقتصاديا والدوحة هي عاصمة الاخوان  وخزينتها المالية ومالم يضغط العرب بشدة على تركيا فإن الدور القطري سيشتد عوده من هذا الدعم التركي لذا فالضغط العربي باستخدام سحب الاستثمارات العربية من تركيا قد يجعل تركيا قد تتراجع عن موقفها....

وبنظرة علي موقف الدوحة نجد ان لديها قصر نظر شديد في تعاونها مع ايران التي تعتبر الأزمة الخليجية فرصة مهمة لموضع قدم علي الشاطئ الخليجي العربي بل ودعت الدوحة قوات إيرانية ٥٠٠ عنصر قتالي حاليا وسوف تحاول ايران بشتي الاغراءات لزيادة تعداد هذه القوات وفي الوقت المناسب وسواء كان تميم علي الدرب الإيراني ام لا سوف تسعي الي انقلاب شيعي إيراني لتصبح قطر في يد حكم إيراني كامل تهدد منه البحرين والامارات لتسقط الواحدة تلي الاخرة والدوحة تعي ذلك رغم انها كمحاولة انتحار لنظام تميم ولكن قد يكون زكاء من الدبلوماسية القطرية لتهديد الجانب الأمريكي ومطالبته بالتدخل للمساعدة ... والغريب ان الجانب الأمريكي يعي لعبة قطر بتهديده انه قد يصحوا يوما ويجد ان قاعدتي العديد والسيلية (١١٠٠٠ جندي أمريكي) وسط قوات إيرانية وجيش قطري انكشاري يخضع لأوامر إيرانية لذا يسعي بارسال وزير خارجيته الي الدوحة ودول المقاطعة، كما ان قطر في وسط العند وغياب الرؤية لا تقدر مغبة التواجد الإيراني وخطورته عليها  فهو بمثابة انتحار فالجانب الايراني له استراتيجياته وحين تصبح الدوحة تحت سيطرته فلن يبالي  بتميم ولا ام تميم..... فتميم خوفا من انقلاب قطري يستدعي قوي لا تهتم بأمور تميم ولا موزه وأنها فقط تستخدمهم لتتحين سقوطهم في المصيدة الإيرانية...

البحرين هي الهدف التالي للاستراتيجية الإيرانية بعد سقوط الدوحة لتتوالي تساقط دول الخليج والبحرين تعي هذا وهي كانت تعاني من المحاولات المتعددة لزعزعة الامن والاستقرار في المملكة والتدخل في شؤنها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي ودعم الانشطة الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بإيران لنشر الفوضى فقطر في واقع الامر تستخدم أجنده إيرانية للتهديد

اما الجانب (المصري-السعودي- الإماراتي) فالأمور أكثر وضوحا وتقدر من تعاني منه مصر لذا فأحد المطالب الرئيسية خروج إيران بأي شكل من اشكال التواجد في قطر كما ان دول الحصار كما يحلوا ان يسميه البعض لا تستطيع ان تتنازل عن مطالبها وإلا كان ذلك دعوة مفتوحة للقتل والتدمير والتدخل في شؤنها فهي معركة وجود، وهز كيان دول المنطقة ودخولها في حرب ضد الإرهاب لاستنزافها وهز كياناتها لتسقط الواحدة تلوا الأخرى.
ولكن لا يعني ذلك انه لا توجد حلول فآنا اري سرعة البت والوصول الي حل يرضي دول المقاطعة سوف يقضي ذلك على الاحلام الإيرانية قبل تحقيقها لذا يلزم سرعة استخدام وسائل ضغط أكثر عنفا وتشجيع المعارضة القطرية والبحث عن قوي مجهولة الهوية تعمل خلف الخطوط لتهز عرش الامارة سواء المعارضة او غيرها لبيان مدي جديتها وإصرارها علي تحقيق مطالبها  وتحقيق نصر سريع واستخدام القوي الدولية في المساعدة على ذلك فالوقت من ذهب فإطالة امد الصراع في صالح إيران وإلا فإيران الكاسبة في هذه المعركة والنتائج كارثية فكلما طال امد الصراع زاد التغلغل الايراني في قطر والذي قد يصل ان يفقد آل ثاني سيطرتهم ويصبحوا غير قادرين حتي علي الاستمرار في حكم قطر وقد يبدوا   في الأفق بشائر صراع مسلح ويجب ألا نتردد امامه فعلي السعودية والإمارات ان تقاتل عدوها في قطر بدلا من قتالها له في اليمن وحتي مصر فإن معركتها مع الإرهاب  لابد ان تنتهي في الدوحة وليس في سيناء ولبيا فقط قبل استفحال الدور الايراني.
لواء د/ سامي جمال الدين