الاثنين، 7 نوفمبر 2022

التعليم يحتاج إلى صدمة وتحقيق الانضباط الشديد..

التعليم يحتاج إلى صدمة وتحقيق الانضباط الشديد (المفقود كليتا) في المدرسة والانضباط الإداري والبنائي والمدرس والطالب وتحقيق المتابعة النشطة لهذه الأنظمة وبعدها نفكر في تطوير التعليم فبدون ما سبق فنحن بطحن هواء. التعليم ومشكلة السناتر فيه لغط كثير حول مشكلة السناتر والدروس الخصوصية لتلاميذ المدارس الثانوية بعدما أعلن د/ رضا حجازى وزير التربية والتعليم أنها سوف تقوم بحوكمة مجموعات التقوية بالمدارس وكذلك الدروس الخصوصية حيث سيتم تغير اسم مجموعات التقوية إلى مجموعات دعم.. هل أصل المشكلة في الاسم؟.. وإسناد الإشراف عليها لشركات متخصصة (يعني تأميم المدارس لصالح القطاع الخاص ويبقي خلصنا من وجع الدماغ) وبالتالي تصبح فاتورة الدروس الخصوصية التي تصل إلى ٤٨ مليار جنيه وتقدر تأخذ عنهم ضرائب (في اعتقادي ده الهدف) أما التعليم فله رب يرعاه. كما ستقوم وزارة التعليم بترخيص هذه السناتر وإعطاء المعلمين العاملين بها رخصة (مدرسة خصوصي) وكأنها مدارس خاصة بمسمى سناتر. طيب قل لي لماذا يذهب الطالب للمدرسة ولماذا يبذل مدرس المدرسة مجهود وهو يذهب الى السنتر ليعلم ويأخذ راتب إضافي.. وزارة فقد الأهلية لقيادة التعليم. باعترافها كما جاء سابقا اللجوء لتقنين الوضع الخاطئ.. فشل وهروب من المسؤولية. والبعض يؤيد تشريعها طالما كانت موجودة والبعض يعارض حيث أن تشريعها يعني انتهاء دور المدارس طالما مش نافعه والاتجاه الى السناتر التى تأكل دخل الأسر المصرية (٤٨ مليار جنيه) وقد يبدو للبعض ان هذه المشكلة جديدة ولكنها بحثت مرارا ومرارا دون الوصول الى حل. فالحلول العملية لا تناسب رجال التعليم والسياسة ولا تريد الدواء فهو مر. (فى عام 1997 كنت عضو فى اللجنة الوزارية للتعليم ايام حكومة د/ كمال الجنزورى رحمة الله وكانت اللجنة تتشكل من الدكتور مفيد شهاب والدكتورة ناديه مكرم عبيد والدكتور كامل بهاء الدين وزير التعليم فى هذا الوقت وانا كممثل عن ق م واحد الزملاء من وزارة الداخلية واجتمعت اللجنة وناقشت مشاكل التعليم وكان من بينها تحسين المجموع والدروس الخصوصية وبعد حوارات طويله رفض خبراء التعليم اى اقتراحات وكأنك تناقش عقول مقفله المهم اننى رفضت وبشدة تحسين المجموع حيث كانت لى تجربه حين كنت في هذا الوقت مديرا للكلية الفنية ( جاء نائب المدير للتعليم يعرض علي موقف طالب فى السنة الاولى يريد التقدم باستقالته من الكلية وكان لازم اعرف السبب الذى ادى بالطالب الى هذا التصرف خاصتا ان مجموعه فى الثانوية العامة ١٠٤% لذا طالبت عرض الطالب على لمعرفة حقيقة الاسباب فعلا احضروا الطالب وتم مناقشته عن السبب الحقيقي لهذا الطالب وبعد حواراتي معه قال لى انا مش عارف امشى في الدراسة بالكلية فقلت له كيف ذلك وانت حاصل على هذا المجموع يعنى متفوق وكان رده انه تعلم على يد الدروس الخصوصية الذى يشربه التمارين والمسائل وحلها و تحفظ هذه الحلول وانه عاجز فى الفرق الدراسية فى الكلية من التحصيل من المدرس رغم محاولاته المتكررة طوال ٨ اشهر رغم ان فصول الكلية الفنية لا تذيد عن 20 طالب وبالتالي هو بهذه الطريقة سوف يفصل لتعدد مرات الرسوب ولذا هو يفضل التقدم بالاستقالة حتى لا يحمل يوما خطاب فصل وشهادة فشل وبعدما حاورته لم اجد مفر من الموافقة على استقالته) هذه التجربة أفقدتني الإيمان بما يحدث فى السناتر من جعل الطالب الة صم المواد وحلول المسائل لا أكثر ولا أقل دون فهم او محاولة استخدام العقل فى تفهم محتوى المادة الدراسية فهم فاقدي القدرة على التفكير وإعمال العقل. ومن هذه التجربة كنت رافضا ما يسمى تحسين بعمل امتحان في مادة او اثنين ثم تزاد درجته واصراري على موقفي وأيدني فى ذلك الدكتور مفيد شهاب والدكتورة نادية مكرم عبيد ووافق المجلس على هذا القرار. وجاء الدور علي الدروس الخصوصية التى تستهلك ميزانيات الأسر. وعرض الموضوع من وجهة نظري كما يلي: أولا: منشأ الدروس الخصوصية والتي كانت موجودة منذ بدء التعليم فى صورة مجموعات تقوية تقوم بها المدرسة أو عند احتياج تلميذ في مادة معينة إلى درس خصوصي ضعف التلميذ في هذه المادة وكانت هذه العملية محدودة جدا بل ونادرة المدرس فى الفصل يبذل المجهود فى الشرح ومتابعة التلاميذ وكانت مجموع الدرجات فى الثانوية العامة متوسطة انا دخلت كلية الفنية ٦٨٪ كان دخول الهندسة بمجموع حوالي ٦٨% تقريبا و تحدد هذه القيمة على أساس قدرة الكلية فى استيعاب الطلبة وبالتالي تحصل على مطالبها من اعلى المجاميع لسد سعتها من الطلبة وكانت هذه السياسة كافية لتحقيق العدالة فى التوزيع وتحقيق رغبات الطلاب والأسر وآمالهم فى مستقبل ابنائهم. ثانيا: ماذا جرى واوصلنا الى هذا العبث؟ انفجار سكاني واعداد الطلبة تزداد عام ورا عام ولا ضابط ولا رابط وضغط على وزراء التعليم لتحسين النتائج الثانوية العامة لكي تكون الامتحانات سهله والمجاميع عليه ليحقق الأمل في دخوله الجامعة المرغوبة وإلا الرأي العام ينقلب عليه وأصبح وزراء التعليم رهينة نتائج الثانوية العامة ورؤية وزير التعليم وهو يدافع عن نفسه ان الامتحان فى مستوى الطالب المتوسط وأنهم سوف يراعون في التصحيح وتسهيل الامور...هل ده كلام؟ بشعار الوزارة سهل الامتحانات علشان الناس تبات مبسوطة دون القدرة على تحقيق مستويات التعليم ودرجته. وتخرج بالتالي طلبه ذات مجاميع عالية حافظين مش فاهمين رغم ما تحملته الأسر من أموال وفاشلين في الجامعات والجامعات الخاصة سارت على نفس النهج لكي تحصل على أعداد من الطلبة تمشي بيها نفسها في الامتحانات هيكلية ويسعى لهذه الكليات الطلبه الفاشلين ويدفع الأهل الآلاف من الجنيهات من أجل شهادة للوجاهة الاجتماعية وواقعيا مافيش ( فنكوش) المهم الولد او البنت حصلت على شهادة جامعية والسلام. وأمام ضغط الأعداد من الناجحين في الثانوية كانت النتيجة اضطرار الجامعات الحكومية لرفع مجموع القبول خاصتا فى كليات القمة الحكومية ونتيجة لذلك اندفعت الاسر الى الضغط أكثر على أبنائهم للحصول على مجموع أعلى يحقق طموحاتهم في المستقبل وأصبح هناك مطاردة وسباق بين المجاميع ومجاميع القبول بمكتب التنسيق للكليات وظهرت السناتر ووحش الكيمياء وعفريت الطبيعة للنفخ في الطلبة وتدريبهم على صم المواد والاسئلة وحلولها دون تركيز على الفهم وكثير من هؤلاء المدرسين بالخبرة يضع الأسئلة التي تكون الامتحانات العامة منها ويكفي الطالب حفظها وكونت السناتر والدروس الخصوصية ملاين الملاين وانخفض الاهتمام بالمدرسة والطالب وجد حضوره للمدرسة عبث والسنتر يحل له المشكلة فلا داعي لإضاعة الوقت والمدرسة شعرت ضئيل دورها ف ابتعدت بخجل وتوارت ترقب من بعيد هذه الحوارات وأصبح دورها تنظيمي في إصدار أرقام الجلوس وما إلى ذلك... الحل المقترح الذي تقدمت به هو ان احول ما تصرفه الأسرة على أبنائها فى السناتر الى مصروفات جامعية تستخدمها الجامعات بتطوير معاملها وأساتذتها وقدرتها على استيعاب أعداد. أكثر. كيف؟ اعاده دورة المجاميع لما كانت عليه برفع مستوى الامتحانات وجعل النجاح للطالب المتحصل للمواد وليس الذي حافظ اسئلة وحلها. تحدد كل كلية سعتها من الطلاب طبقا لقدراتهم الحقيقية لإدارة عملية تعليمية ناجحة. ودعنا نأخذ مثال لكلية هندسة بافتراض قدرتها الاستيعابية 300 طالب فسوف يدخلها من حصلوا على أعلى مجموع وليكن فى بادئ الامر 90%. الخطوة الثانية أي طالب يرغب فى دخول كلية الهندسة يستطيع التقدم للكلية حتى لو كان مجموعه 50% ولكن بمصروفات كاملة بحيث لا تحمل الكلية او الجامعة أي مصروفات وتستخدم هذه المبالغ فى تطوير المعامل وزيادة السعة فى الجامعات. فإذا نجح الطالب فى الأعوام الدراسية ب جيد جدا يحصل على اعفاء اسوة بزملائه ذو المجاميع العالية إذا حصل على جيد نصف مصروفات وإذا نجح بمقبول يستمر إلى السنة التالية وهكذا. ماذا إذا فشل ورسب عامين متتالين يمكن ان يحول الى كلية أدنى بالمصروفات.. سنه وراء سنه سنصل الي عودة إيمان المجتمع بالمدرسة والتركيز على الفهم والتحصيل المدرسي مع التأكيد على الحضور والغياب وتطوير التعليم والمدرسة. من ذلك نكون قد حققنا محاولة الأسر بالوصول ولأبنائها الى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم فإذا وفق الطالب ونجح كان بها وهذا النظام لن يلغى السناتر فى يوم وليله ولكن سنه ورا سنة سوف تستقر الأمور.ولكي يستكمل هذا النظام فلابد من خروج قطاع كبير من الدراسة في الثانوية العامة بالاهتمام بالتعليم الفني في الاعدادي و الثانوي الصناعي والزراعي والتجاري والتكنولوجي الي مستوي اعلي من التعليم ممكن يكون الثانوي خمس سنوات بعد الإعدادية وحصل على دبلوم عالي. وتكتمل الصورة بالاهتمام او انشاء الاعدادي الصناعي لتكوين طبقة عمال حرفيين لمن لا يرغب في الاستكمال او لظروف اسرية ويمكنه له التقدم للثانوي الصناعي العالي خمس سنوات. ولم يوافق د كمال الجنزوري علي حل يجعل بعض الطلبة يدرس في الجامعات بمصروف وقال لي يخالف الدستور؟؟؟ هذه المقترحات باختصار وحال رؤية تنفيذها تحتاج الي مزيد من الدراسة والتقنيين. التعليم يحتاج إلى صدمة وتحقيق الانضباط الشديد (المفقود) في المدرسة والانضباط لكل من الإداري والبنائي والمدرس والطالب وتحقيق المتابعة النشطة لهذه الأنظمة وبعدها نفكر في تطوير التعليم فبدون ما سبق فأنت بطحن هواء. لواء أ د/ سامي جمال الدين