الخميس، 29 أغسطس 2013

العالم العربي...مصر... أمريكا وكشف المستور



مر العالم بمرحلة إستعمار الدول الغربية للدول العربية وباقي دول العلم مستخدما القوة والحملات العسكرية في بناء مستعمرات لا تغيب عنها الشمس مثل الأمبراطورية البريطانية وبعد الحرب العالمية الثانية وإنقسام العالم الي معسكرين شيوعي بقيادة الإتحاد السوفيتي ورأس مالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومر العالم بفترة الحرب الباردة بين المعسكرين وطالبت الدول المستعمرة بالتحرر من الإستعمار الغربي مستخدمة الكفاح المسلح والتعارض والتباين بين المعسكرين وكان أبرز صراعات هذا العصر الصراع في كوريا.
بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامى 1950-1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطرةالاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة يفصل بينهم خط عرض ٣٨.
كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وعبرت خط عرض ٣٨ وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة،أمام القوات الشيوعية لكوريا الجنوبية وتدخلت قوات الصين الشيوعية في جانب قوات كوريا الشمالية والتي القت في المعركة بأكثر من مليون جندي.
انتهي الصراع عندما فشلت كل الأطراف المتنازعة من تحقيق أي نجاح وعادت جميع القوات الي خط عرض ٣٨ بعد فاصل طويل من الكر والفر بينهما بعد أن أنهكتها الحرب والخسائر البشريه العالية حولي ٢ مليون من كل الأطراف وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في27 يوليو 1953 وإنتهي الصراع الي بقاء الحال علي ماهو عليه و بقيت كوريا مقسمة الي كوريتين يقسمهما خط عرض ٣٨ بعد إن أنهكت القوات الأمريكية وتكبدت خسائر عالية في الأفراد أمام القوات الشيوعية لكوريا الجنوبية وقوات الصين الشيوعية.
خرجت أمريكا بدرس عدم التورط في حروب عسكرية في جنوب شرق أسيا حيث إستراتيجية هذه الدول الدفع بقوات كثيفة دون النظر لحساب الخسائر في الأرواح و لتكون إستراتيجيتها الإعتماد علي بدائل أخري مخابراتية وعملاء لتحقيق أهدافها بدلا من دخول حروب عالية الخسائر البشرية.

نست الولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجيتها أو تناست ذلك أثناء بدء صراع شيوعي الهند الصينية (فيتنام فيما بعد) ضد الإستعمار الفرنسي حيث جرت معركة ديان بيان فو ١٩٥٤ و هي معركة مصيرية بين قوات اتحاد تحرير فيتنام(فيت منه) والجيش الفرنسي الذي كان مدعوما بقوات من حلف الناتو حيث تعدت خسائره ثلاث اضعاف الخسائر الفرنسية ولكن كان الانتصار الحقيقي للفيت منه عندما خرج قائد الجيوش الفرنسية حاملاً الراية البيضاء معلناً انتصار جيش فيتنام وتخلوا عن مستعمراتهم في الهند الصينية.

أرادت أمريكا أن تدخل لتحل محل الجيش الفرنسي لتمنع سقوط باقي فيتنام الجنوبية من الوقوع في أيدي الشيوعيون (فيتنام الشمالية)....وحتي يقتنع الكونجرس الأمريكي بالتصريح للرئيس الأمريكي بدخول الحرب دبرت المخابرات المركزية الأمريكية حادثة الإعتداء علي المدمرة ألامريكية مادوكس في ١٩٦٤وتلبيس ذلك لقوات الجيش الشيوعي حيث إعدت الكثير من الذرائع التي تم إعدادها مسبقاً من أجل تحويلها إلى وقائع تشكل المقدمات والخطوات الأولى للقيام بالإجراءات العسكرية للتدخل المحدود.


وعلى هذه الخلفية، تذرعت إدارة الرئيس الأمريكي ليندون جونسون بواقعة حادثة خليج توكين التي تبين أنها كانت محددة سلفاً من اجل توريط أمريكا في الحرب الفيتنامية بهدف:
إثارة العداء ضد الشيوعية في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
تعزيز نزعة الشعور بالقوة والتفوق الأمريكي بالإنتقام لمهاجمة المدمرة الأمريكية مادوكس .

تسلم الكونجرس الأمريكي التقارير والمعلومات وقام على عجل بالمصادقة على مشروع قانون "خليج تونكين" الذي أعطى للرئيس الأمريكي الجمهوري ليندون جونسون تفويضاً واضحاً بممارسة صلاحية استخدام كل الإجراءات اللازمة لصد العدوان الذي تتعرض له أمريكا في خليج تونكين وبعدها اندلعت الحرب الفيتنامية التي أدت إلى إلحاق الخسائر والأضرار التالية بالولايات المتحدة:

سقوط أكثر من 50 ألف قتيل أمريكي.
تزايد العداء لأمريكا في كل بلدان العالم.
تزايد الفوضى وعدم الاستقرار داخل الولايات المتحدة بسبب المظاهرات المناوئة للحرب.
تعرض الاقتصاد الأمريكي لخسائر باهظة. وأخيراً هزمت أمريكا شر هذيمة وخسرت حلفائها الفيتناميين وضاعت من يدها فيتنام الجنوبية.
وخرجت أمريكا من هذه الحرب بهروب أشبه بهروب الجيش الفرنسي من قلعة ديان بيان فو وعدلت امريكا إستراتيجيتها ثانيا بإعادة درس عدم الدخول والتورط في حروب في جنوب شرقي أسيا وتمون حروبها ضد الشيوعية بالوكالة أي البعد عن التورط المباشر بالبحث عن من يقوم نيابة عنها بالحرب.

 وتحققت لامريكا ضالتها في حرب أفغانستان بالإسلام والتطرف الديني وقامت بتجنيدهم لمحاربة الشيوعية الكافرة وأصبحوا قواتها التي تحارب لها حروبها حيث بدءالتدخل السوفيتي في أفغانستان هو اسم يطلق على حرب دامت عشرة سنوات، كان الهدف السوفيتي منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للاتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية، الباكستان في 25 ديسمبر 1979 بقوات من الثوار الأفغان والجهاد الإسلامي المتطوعين من الدول الإسلامية (السلاح العسكري للإخوان المسلمين) مع تمويل أمريكي بالسلاح والسماح بتجارة الأفيون من أجل تمويل هذه الحرب دون النظر للمبادئ الأخلاقية والدين والتي تتعارض مع جميع المبادئ الدولية.

 انسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989. وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّت قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير 1989 بعد أن أنهكته حرب العصابات وأدت هذه الحرب الي تحطم إقتصاده و إلي إنهيار الإتحاد السوفيتي فيما بعد.

خرجت أمريكا من هذه الحرب منتشية فقد تم إدارة هذه الحرب من المخابرات المركزية دون الدفع بأي قوات أمريكية وتحطيم الإتحاد السوفيتي العدو التقليدي للرأسمالية العالمية بدون ندخل من قواتها وكان هذا ردا علي المساعدات العسكرية السوفيتية لقوات فيت منه وهانوي أثناء حرب فيتنام حين جرعت أمريكا مرارة الهزيمة.

بدأت الدول الإستعمارية البحث عن أسلوب يحقق لها أهدافها دون الزج بقواتها في حروب طاحنة بالسيطرة علي مقاليد الدول الصغري أو النامية عن طريق السيطرة علي إقتصادياتها ومصادر ثرواتها الطبيعية عن طريق أنظمة عميلة تدير هذه الدول لصالحها بالوكالة تحت أسماء وتوجهات مختلفة تتناسب مع أي دولة طبقا لظروفها وأحوالها ومن هذه الشعارات مقاومة المد الشيوعي والسلام العالمي وحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية ومقاومة الدكتاتورية و محاربة العنف والإرهاب في لظاهر أما الحقيقة فهو صراع من أجل الطاقة سواء بترول-غاز-وقود حيوي بل وأدخل في قواعد الأمم المتحدة ما يؤيد تدخلها في تحديد مصير هذه الشعوب.

(صدرت الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب واستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب: أنشطة منظومة الأمم المتحدة لتنفيذ الاستراتيجية- تقرير الأمين العام وذلك لتقنين تدخلها عندما يلزم الأمر خاصتا بعد ظهور عالم القطب الواحد... مع الإعتماد علي المخابرات المركزية بتجنيد العملاء ولا مانع لديها من الإنقلاب علي أي من هذه الصور والعملاء حال تغير المصالح أو إستهلاكهم وإنتفاء الفائدة منهم أو العائد كما حدث مع شاه إيران. وخرجت المخابرات المركزية بأحقية التخطيط المستقبلي بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع بوضع السياسة الإستراتجية لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لمناطق العالم وأصبح رئيس الجمهورية ما هو إلا منفذ لهذه السياسات وهو ما يؤكده عدم إختلاف السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ما بين رئيس من الحزب جمهوري أو من الحزب ديمقراطي.

كانت هذه المقدمة السابقة هي لإيضاح النتائج  والتي سوف تؤثر سلبا أو إيجابا علي المنطقة العربية.

عانت أوروبا من الفتوحات الإسلامية وعانت من الفتح العثماني بإسم الدين الإسلامي لكثير من دول أوروبا ومن فظائع هذه الحروب وظهور الجيش المصري في عهد محمد علي ومساعدة سلطان تركيا العثماني في حروبه والتي أدت الي إصرار الغرب علي تدمير الأسطول المصري في موقعة ناورين البحرية للحد من هذه القوي وقامت الحرب العالمية الاولي وظهرت إتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور بهدف تقسيم العالم العربي بحيث لا يقوم له قائمة وجاءت الحرب العالمية الثانية وخرجت الدول العربية تنادي بإستقلالها وزرعت إسرائيل لتقسم العالم العربي الي قسمين.
تطورت الأوضاع السياسية بظهور ثورة ٢٣ يولية ٥٢ وزعامة عبد الناصر الذي قاد تحرر الدول المستعمرة سواء في الجزائر واليمن والعراق وسوريا وإنشاء جبهة عدم الإنحياز واتحاد الدول الأفريقية والمد العربي ثم التطور الداخلي من الناحية الإقتصادية والتصنيع وتصنيع السلاح مدرعات وطائرات وصواريخ وبحوث نووية وتحول عبد الناصر الي زعيم للدول المغلوبة علي أمرها والأمل لها في السير علي طريقه....فهل كانت أمريكا مستعدة أن تخرج من العالم تاركة لعبد الناصر السيطرة علية بإسم دول عدم الإنحياز والتجرء علي مخالفة سياستها وهي الخط الأحمر لأمريكا بعد طول صراعها من أوروبا وجنوب شرق أسيا واليابان...

كانت الولايات المتحدة ألأمريكة منشغلة في حرب فيتنام ومتورطه فيها ولم تجد من وسيلة إلا من ربيبتها إسرائيل حيث تم التخطيط لحرب ٦٧ وبالتعاون للأسف مع الملك سعود الي أن ثارت علية الأسرة السعودية الحاكمة ونفته خارج البلاد في اول حادثة من نوعها في المملكة إلا أن الملك فيصل لم يسعفه الوقت لإيقاف المرتزقة المدفوعين بوحي أمريكي من حدود السعودية لحجز القوة الضاربة المصرية في اليمن لإستهلاك قواه العسكرية لذا تعجلت امريكا واسرائيل توجيهالضربة قبل الاتفاق مع الملك فيصل علي إنسحاب القوات المصرية وقيام إسرائيل بوحي أمريكي لمهاجمة مصر بعد إجراء ملعوب أشبه بما جري في خليج تونكين والذي ذكرناه سابقا بتسريب معلومات عن نيات إسرائيلية عن مهاجمة سوريا وإندفع عبد الناصر لنصرتها ولم يحسب حسبة الخية التي أحيكت له ولقواته و المؤمرة التي أحيكت له من خونة ومن إسرائيل وأمريكا وكانت هزيمة ٦٧ هي أبرز خطي المخابرات المركزية الامريكية و دورها وإسلوبها في التآمر (وما زال البعض ويتهمون من يتكلم عن فكرالمؤمرة بالغباء السياسي)...

نجح الشعب المصري في الوقوف بجانب قيادته و إصراره علي الوقوف خلف قيادته لإزالة أثار العدوان وتحرير سيناء ودخلت مصر في حرب إستنزاف لقوي العدو المغرور بما حققه  مسبقا علي أرض الواقع بالتآمر والخديعة وهذه هي سنة صراعات الشعوب... وعاشوا خلف خط بارليفم تحصنين يشعرون بالأمان وأصبحت حرب الإستنزاف مدرسة للعسكرية المصرية تستخرج منها الدروس المستفاده لوضع أسلوب حرب التحرير بفكر مصري خالص وسط أجواء حظر جزئ لنوعيات السلاح من الإتحاد السوفيتي الذي كان غارقا في القتال وسط جبال أفغانستان ويعاني عسكريا واقتصاديا وقيادات سوفيتية شاخت وضعفت إرادتها وإخترقت بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية.

فجاءت مصر بقيادة السادات وجيشها العالم بحرب ٧٣ وإنتصاراته في ٦ ساعات في غياب تقديرات الموساد والمخابرات المركزية ولولا نجدتها لإسرائيل بمعونات عسكرية ضخمة فورية في أرض المعركة لما إستطاعت إسرائيل الوقوف أمام الزحف المصري ...وإنتهت الحرب بإيقاف ضرب النار ووجود ثغرة في الدفرسوار إستغلت إعلاميا لرفع الروح المعنوية لإسرائيل وبدء التفاوض بفك الارتباط بين القوات المحاربة الاول والثاني وانسحاب إسرائيل ثم إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل و ونشطت المعارضة العربية ضد إتفاقية السلام بواسطة جماعات الإسلام المتطرفة وقتل زعيم الحرب والسلام أنور السادات ...


 اختلف الأمريكان مع تنظيمات الجهاد والقاعدة وطلبان حيث خرجت عن طوعها لإختلاف المصالح والعقائد بعد إختفاء العدو المشترك الإتحاد السوفيتي من علي مسرح الأحداث وحدثت كثير من الأعمال الإرهابية ضد مصالح الغرب وأمريكا وأشهرها ضرب برجي التجارة العالمي والبنتاجون مقر وزارة الدفاع الأمريكية وكانت ضربة أهانت أمريكا و قامت الحرب في أفغانستان التي بدأت في 7 أكتوبر 2001 من الجيش الأمريكي (عملية الحرية المستديمة [1 ] والجيش البريطاني (عملية هرك) شنت كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر. وكان الهدف المعلن للغزو إيجاد أسامة بن لادن وآخرون من مناصب قيادية من أعضاء القاعدة ووضعهم في السجن قيد المحاكمة، لتدمير كل تنظيم القاعدة وأقصاء نظام طالبان الذي يدعم ويعطي الملاذ الآمن للقاعدة واعلنت الولايات المتحدة مذهب بوش أنها كسياسة لن تميز بين المنظمات الإرهابية والدول أو الحكومات التي تؤويها إلي أن قضت أخيرا علي زعيم القاعدة العميل السابق الذي خرج عن الطوع وبعدها إستقرت الأمور وعادت القاعدة الي بيت الطاعة الأمريكي كما سنري فيما بعد.

وليس مستغربا أن تبدأ القاعدة تفجيراتها في صحراء الجزائر بعد الإعلان عن خط غاز الصحراء الكبرى، وليس مستغربا أن تبدأ القاعدة محاولة إشعال نيجيريا بعد توقيع الحكومة النيجيرية على عقد استخراج الغاز مع غازبروم الروسية، وليس مستغربا أن تقوم القاعدة في العراق بعمليات الفصل الطائفي والعرقي، وليس مستغربا أن يقوم تنظيم القاعدة بالدعوة إلى الجهاد في الصومال تحضيرا لدخول القوات الإثيوبية على أمل إخراج نفط جنوب السودان خارج أراضي الشمال، وليس مستغربا الدعوة للجهاد في السودان تمهيدا لاتفاق نيفاشا لتقسيم السودان طائفياً، وذلك قد حصل على لسان قتيل القاعدة أسامة بن لادن نفسه في تلك الأيام، وليس مستغربا أن يقوم تنظيم القاعدة في غزة بإطلاق صواريخ على مناطق غير مأهولة ليرد الكيان الصهيوني بإستهداف أحد قادة المقاومة الفلسطينية، فتنظيم القاعدة لم يكن يوما خارج سيطرة الاستخبارات الأمريكية، واستهداف السفارتين الأمريكيتين في إفريقيا وضرب البارجة الأمريكية في اليمن تبين أنها من عمل الموساد وليس القاعدة وبالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، وأما ضرب برج التجارة العالمي لم يعد يخفى على أحد علاقة الإستخبارات الأمريكية بضرب البرجين كحجة لفتح الحرب على الإرهاب وفرض بعض القوانين على الداخل الأمريكي، وحتى في سورية تبين أن ما وعدت به واشنطن من استهداف مقرات الأمن بالصواريخ الذكية لم يتعدَ انفجارات قادها انتحاريو القاعدة معظم ضحاياها من المدنيين، فتنظيم القاعدة ليس مخترقا من قبل الإستخبارات الأمريكية بل هو إحدى خلايا الإستخبارات الأمريكية،


وهناك من الأدلة الكثير فقد قتل الكيان الصهيوني مئات الفلسطينيات ولم يتحرك تنظيم القاعدة ضد الكيان الصهيوني دفاعا عن أي مسلمة فلسطينية وكذلك الإعتداء علي الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، ولكن في العراق مقابل فتاة أفغانية رجمت بسبب الزنا (قيل إنها كردية يزيدية قتلت لأنها أسلمت وهي ليست كذلك) قتل تنظيم القاعدة 550 عراقيا غالبهم من الأكراد كان يراد ترحيلهم لاستكمال الفصل السكاني بين المذاهب والقوميات لتقسيم العراق، وفي مصر لأجل فتاة قبطية قيل إنها أسلمت قام تنظيم القاعدة بعشرات التفجيرات والهدف هو الفصل المذهبي والتحضير للتقسيم الطائفي، وآخر تصريحات تنظيم القاعدة الأمريكي الهوى كان ضد آل سعود، بالتغيير القادم في السعودية بعد الانتخابات الأمريكية، وجب الإشارة الى أن استهداف آل سعود ليس تعجيلا في وضع السعودية تحت المشرحة، بل هذا التهديد جزء من المفاوضات مع آل سعود حول سورية ولبنان.

تأثرت منطقتنا العربية بهذا الصراع حيث أنها بموقعها الإستراتيجي وأبار النفط والغاز وإحتمالات الوقود الحيوي مستقبلا في السودان وتواجد إسرائيل الحليف التقليدي أو القاعدة المتقدمة لتحقيقي مصالح الغرب ،ومنعها الدول العربية من تحقيق أي نهضة أو تقدم إقتصادي أو علمي وعسكري وبقائها علي هامش التاريخ بما تأججه من صراعات داخلية وتنشيط العملاء والجواسيس بما يحقق لها السيطرة التامة عليها كأحد المصادر الهامة للطاقة والنفوذ ويتضح ذلك من دفعها العراق الي حرب مع إيران تستهلك طاقاتها ثم دخول الكويت بتشجيع خفي من أمريكا ثم حرب تحرير الكويت ثم ١٣ سنة حظر جوي تضرب فية بالطائرات بشكل شبه يومي لمراكزها الإقتصادية والعسكرية وبعد ذلك حرب العراق بدعوي تواجد أسلحة دمار شامل في وقت تكاد العراق لم تلتقط أنفاسها من غارة الي أخري..و أخيرا إحتلت العراق.
امريكا تخطط ونحن ننفذ بإسم الإسلام حتي أصبحت قواته تقاتل بإسم الإسلام من أجل الصليب وهي لا تشعر أو تشعر وتستهبل بداء من مخطط امريكا في العراق قتال بين السنة والشيعة وقتال اعلامي وكلها تصب في اضعاف النظرة للدين وكلا المذهبين ينتهك القدسيه الدينية للاخر بالبحث في كتب الاخر ونقدها ويبحثون عن السلبيات والخرافات الغير منطقية في مذهب الاخر ونشرها اعلاميا في الوسائط الإعلامية وعلي منابر الجوامع والخطب الدينية...و المسلم سواء شيعي او سني عندما يسمع بتلك الاشياء تتأجج داخلة مشاعر التعصب الديني دون تروي أو تعقل والخطة بدأت في العراق بالشحن الطائفي ثم القتال بواسطة عملائها من القاعدة ولن تنتهي المعارك سوف تستمر سواء قتال مسلح او عبر القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي حتى يبيدون بعضهم البعض في غياب عقلي وتعصب ديني أعمي مثلما حدث باوربا سابقا صراع سياسي ديني فكري طويل (وعل سبيل المثال حرب الثلاثين عاما في أوروبا وهي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و1648م، خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب: فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، بل وكان الأثر الرئيسي لحرب الثلاثين عاما والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش. وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية حيث إنخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ وفي أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات ما يقدر بثلثي السكان، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا. كما أنخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرين هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرنكونيا المنعقد في فبراير1650 بمدينة نورنبيرغ اتخذوا القرار الآتي:- لا يقبل في الوطن الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيرا جدياً، وينبه مرارا من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة).


وما نراه اليوم ماهو إلا صورة من صور الصراع الديني الذي أودي بحياة ملاين البشر الأوربي وهنا برزت فكرة العلمانية ولم نتعظ من تجارب التاريخ فلسنا ببعيدين عن هذا الصراع الديني والذي ندفع إليه دفعا بواسطة عملاء يعملون بتشجيع صيوني أمريكي لمتطرفين دينيا شيعة وسني (وخد عندك السنية نفسها داخلها صراعات وفرقاء وتعصب أعمي لايفرق بين مسلم وكافر) وكلة بإسم الإسلام حتي إهتزت صورة الإسلام ونبية أمام العالم.

إن ما يجري علي أرض الواقع يقام بأيدي خفية وترتيب مسبق وإعداد جيد وتجنيد العملاء  وقد وجدت لدي المتطرفين دينيا عملاء ليس لديهم فكر عما يفعلون سواء الإخوان أو تنظيمهم القاعدة ولا يستبعد ان يكون من بين الشعوب العربية ٢٠٪  عملاء مسجلون في المخابرات المركزية فيهم من هم خلايا نشطة وفيهم من هم خلايا ساكنة تنطلق بوحي من المخابرات المركزية عند الإحتياج وللأسف الشديد فإن كثير من قادة العالم العربي والدولي هم عملاء وتقوم أمريكا بمحاولة تجنيد كل من يدخل ويعيش بها فترة تطول آو تقصر وكل من يسعي حتي داخل وطنه وقد تعرضت بنفسي لمحاولة تجنيدي إلا أنني لوعي الشديد وفضل من الله رفضت ولكني كنت ألاحظ بالتالي ما يحدث مع الآخرين وملاحقة نجاحاتهم بتشجيع أمريكي.

وبعد العراق ولبيا وتونس تم إستهداف مصر وسوريا لإستكمال ما سمي بحزام الأمان حول إسرائيل واستهداف سورية كان مختلفا لأن سورية تختلف عن العراق اختلافا جوهرياً، ففي العراق تمكن الأمريكي من تجنيد ضباط كبار في الجيش العراقي لم يقاتلوا مع صدام بل قاتلوا ضده وقت الهجوم الأمريكي ومنهم من لم يقاتل أبداً، بينما في سورية فشلوا وكان المطلوب تفكيك الجيش العربي السوري وبشكل خاص السيطرة على الوحدات الصاروخية قبل أي عمل عسكري ضد سورية، خصوصا وأن امريكا تدرك جيدا نتائج عدوان تموز على لبنان والتي توكد أن اي حرب شاملة في المنطقة لن تهدد أمن الكيان الصهيوني فحسب بل تهدد وجوده، ولا يمكن شن الحرب على سورية وجيشها متماسك ورئيسها يملك قرار إطلاق ما يملكه من الصواريخ، ولهذا السبب قام الكيان الصهيوني بأكبر أربع مناورات عسكرية بتاريخه قبل بدء تحضير العدوان على قورية.

ما يحدث في سوريا هو إستكمال لما حدث في العراق نفس التخطيط ولكن‬
‫
بأهداف أخري:‬
‫


١- تأمين إسرائيل بعد أن وصلت قوة الجيش السوري بما يحتوي من أسلحة كيماوية ‬
‫
للردعلي تسلح إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل مما يعتبر تقييد لقدرات إسرائيل في‫
التوسعية.
٢- أن سوريا حليف قوي لإيران و هو ما قيد إسرائيل وأمريكا من ضرب إيران هو قوة ‬
‫
سوريا كقاعدة إيرانية متقدمة علي حدود إسرائيل مما قيد الإمكانيات العسكرية ‬
‫
الاسرائيليه في مهاجمة إيران قبل الإنتهاء من سوريا وهنا ضرورة العجلة قبل وصول ‫إيران لسلاح نووي يقيد يد الجميع.

٣- غاز البحر الأبيض المتوسط والأطماع في خطط إستغلاله وحرمان سوريا من‫
عوائده.

٤- الإنتهاء من سوريا كحليف لروسيا فالواقع أن روسيا ليس لديها ما تقدمة أكثر من‫
السلاح و الفيتو في مجلس الأمن وأمريكا تعرف ذلك وتعرف حدود روسيا حاليا.

إصرار الجيش السوري علي المقاومة وتماسك نظام الأسد وضع أمريكا في موقف المواجهه في إصرارها علي ضرب سوريا بسبب إستخدام السلاح الكيماوي رغم عدم
إستخدامها ولكن أمريكا لن تترك الفرصة وستقوم بواسطة عملائها بإستخدامه للإيحاء بان الأسد هو المستخدم وقد إستخدمت نفس الحيلة للتدخل في حرب فيتنام 
حين إدعت كذبا أن فيتنام ضربت المدمرة الامريكية مادوكس في ١٩٦٤ في خليج تونكين حتي يحصل لندون جونسن علي موافقة الجونجرس في دخول الحرب ونجحت هذه الحيلة علي الكونجرس ووافق علي دخول الحرب،،،والنهاية معروفة فمن يحرك 
الرئيس الأمريكي هو المخابرات المركزية وليس الرئيس وهي نفس قصة أسلحة 
التدمير الشامل في العراق....سوريا سوف تضرب لسبب او لآخر...ثم الدور علي 
مصر للوصول المنطقة الي حالة الفوضي الخلاقة ثم تبدأ في تقسيم الدول بمسميات 
مختلفة وحدود وتقسيمات علي هواها هي سايكس بيكو جديدة مع إستخدام نفس المخابرات المركزية التي لم تجد أغبي منهم  تطوعا كجنود القاعدة والإخوان فهم 
سلاحها وهم يقومونبالحرب بالوكالة لخديعة المسلمين،،،يعني خد من دقنه 
و إفتلة...


أ ما أهداف أمريكا في مصر فرغم أن الجيش الأمريكي والمصري كانوا حلفاءفي حرب الكويت وحصلت أمريكا علي أكبر تسهيلات في تاريخ مصر في عبور
طائراتها الأجواء سواء قوات أو إمداد جوي لقواتها وكانت كلها تحت نظري....طيب لماذا هذ  التوجه الجديد؟.....

١- أمريكا لاتعرف لها صديق أو حليف إلا مرحليا وطبقا لمصالحها.

٢- علي مدي أكثر من ٣٠ سنه يتم تسليح الجيش المصري بأحدث السلاح حتي أصبح قوه عسكرية تعطل هيمنتها علي المنطقة وتسبب القلق لإسرائيل في تخطيط إنطلاق غزة في سيناء وكان لابد أن يدخل هذا الجيش في حرب طريق وكلائها وعملائها مثل الإخوان ومنظمتها العسكرية القاعدة بعد رجوعها لبيت الطاعة الأمريكي وعن طريق لإخوان تم حشدهم في سيناء. مع تشجيع دخول الشيعة الي مصر ليكون صراع داخلي ديني إخواني قبطي صعيدي نوبي أيضا وتشجيع أثيوبيا علي إستقطاع جزء كبير من مياة النيل وبهدف تحطيم الإعتماد علي النيل وتشجيع المصري علي الهجرة وقبول التقسيم.

٣- تسليم ٤٠٪ من سيناء لحماس وبالتالي تخرج حماس وغزة من عبائة فلسطين وترتاح منها إسرائيل فقد أصبحت غزة دولة أكبر من الضفة ولا حاجة لأن تكون فلسطين دولة بجناحين في غزه والضفة.

٤- بالنسبة للضفة يتم انشاء وطن فلسطيني يضم قسرا الي الأردن بعد الإنتهاء من مصر و سوف يتم تنشيط عمل الإخوان والقاعدة في الأردن وتحويلها الي سوريا أخري وتدخل هي وما يتبقي من الضفة في شكل دولي جديد... إسمه إيه؟سميه أي إسم ...سميه عطيات مثلا فليس للأسماء معني عندهم.

٥- الخطوة التالية الانتقال بإدخال الصراع الديني الي السعودية والكويت ودول الخليج وإدخالها في صراع مسلح يدمر البنية الأساسية وإقتصادياتها لهذه الدول لتدخل في ذمرة الفوضي الخلاقة وهذا ما تشعر به السعودية وبادرت بمعاونة مصر هي والإمارا والكويت والأردن.

٦- تدخل المنطقة بالكامل الي تقسيم دولي جديد يحقق المصالح الأمريكية علما بأن التقسيم الجديد سيكون لدول محطمة عسكريا وإقتصاديا تبحث علي لقمة العيش.

٧- لاحظ التقسيم الحالي سواء سوريا والإردن وفلسطين ولبنان (الشام سابقا) والعراق هو من صنع إتفاقية سايكس بيكوا (اتفاقية سايكس بيكو سازانوف عام ١٩١٦ ، كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى)...وقد إنتفي الغرض من هذا التقسيم ويحاولون الآن جمع الكوتشينة وتفنيطها من جديد.

٨- ثورة ٣٠ يونية ودعم القوات المسلحة أوقفت هذا التخطيط وأصبح في طريقه للفشل وحصار سيناء وغزه جعلهم في ورطة وإحتمال فشل مخطط عاشوا في أحلامه وتحققت فيه مراحل أصعب بكثير فتم تدمير العراق ولبيا وتونس وسوريا في المراحل الأخيرة ومصر كان رئيسها أحد جواسيسها في قضية الكربون الأسود وعميلها الكبير محمد مرسي العياط هو ومكتب الإرشاد.

٩- الحل الذي أسقط ذلك وهو وحدة شعب مصر بكل فصائلة ووحدة قواته المسلحة وعدم قدرتها علي تجنيد أي من قادتها وللحق أن الفضل الكبير بعد الله صبحانه وتعالي للسيد المشير حسين طنطاوي الذي حرص علي إستبعاد أي شبهات سياسية أو تطرف ديني أو عمالة لأي دولة أجنبية والبعد عن المزايدات السياسية ونبذ الخلاف وتفهم الجميع للأهداف الخارجية للتدخل في المنطقة وكشف عملاء المخابرات المركزية الذين يجندوا في البداية تحت حلم تحقيق الديمقراطية وهي عمالة يكتشفه العميل بعد أن يصبح في موقف متورط وعميل يعمل ضد بلدة...هل يمكن أن نحاول إعادتهم للوطن؟؟؟؟.

وتوقعاتي للمرحلة القادمة الإنشغال بسوريا ومتابعة مصر بالضغط السياسي علي أمل أن تجد فرصة لزيادة الضغط في سيناء علي الجيش وأري أن فشلهم قريب علي أيدينا بالإسراع علي أصدار الدستور والإستفتاء عليه وإنتخاب مجلس الشعب و إنتخاب رئيس الجمهورية والقضاء بلا رحمة علي فلول الإخوان والإرهاب وإبعاد الدين عن السياسة ومعالجة المؤيدين بإيضاح الحقائق علي أن نبقي منتبهين لما يجري حولنا حتي لا تنصب خية لنا كما حدث في ٦٧ تجهض أحلامنا وتدخلنا ثانيا في دائرة العنف. وعلي الصعيد العسكري الضغط علي عملاء الإرهاب والإخوان في سيناء ومحاصرة غزة بالكامل والضغط علي الجانب الإسرائيلي بفض حصار غزة من جانبة حيث أن هذا الحصار يدفع بغزه للإنفجار في إتجاه مصر ممايسبب تهديد للأمن القومي المصري من جانب إسرائيل ويخالف إتفاقية السلام ويعرضها للإنتهاك ويمكن عرض الأمر علي مجلس الأمن علي أساس أن ذلك يخالف إتفاقية السلام وتعريض الأمن المصري للخطر مما سيجبر إسرائيل علي الإستجابة لتخفيف الضغط علي غزة.


عاشت مصر...كما عشناها في أحلامنا منذ الطفولة حتي اليوم قوية أبية بشعبها وجيشها.


لواء أ.دكتور سامي جمال الدين
إستشاري تطويرالنظم الإستراتيجية

الأحد، 18 أغسطس 2013

أمريكا وعملائها والرقص علي إيقاع الفريق السيسي

البرادعي كما وصفه عارفوه والذين تعاملوا معه أنه شخصيه متزنه هادئه مثاليه وقد حصل علي جائزة نوبل للسلام عام ٢٠٠٥ مناصفة مع الوكالة الدوليه للطاقه الذرية كمديرا لها... وهذا جيد.
 ولكن هنك الكثير الذي قد يخفي عن بعض من العامه وكتاب الصحافة وهو أن العمالة وتجنيد للعلماء والعاملين في الوسط الأمريكي من المغتربين والمهاجرين  هدف أساسي  وهام  وجميع المغتربين معرضين بشكل كبير للتجنيد سواء  من يعمل أو يتعلم  في الولايات الأمريكيه قد يلاحظ ذلك  كل من تواجد داخل الولايات المتحدة الأمريكية خاصتا أن قبول العمالة  تجعل الحياه سهلة لمن يبحث عن النجاح والتفوق أو من يرغب في المال بالطريق السهل أمام العوز وضيق ذات اليد  للبعض والبعض منهم يكلف بالعمل في التجسس علي الأوساط العربية  من طلاب العلم والمهاجرين والمساعده في تجنيد غيره وبعد فترة وعند عودته يصبح خليه نائمه ينام معها ضميره إلا من بعض وشايات أو أنشطه.
النوع الثاني هو العماله وليس التجسس و غالبا ما يكون وسط العاملين في الهيئات الدولية بين الشخصيات المرموقه  وهذه ضروره لإستمرار ترشيحم لهذه المناسب أو إسقاطهم عند أي منعطف وهذا ماتم مع الدكتور بطرس غالي (عند ترشحة لرئاسته هيئة الأمم المتحده في الدورة الثانية)...و العلماء والناشطين علميا وبحجة سرية الأبحاث وعدم تداولها في دولهم وقد يوافق البعض علي العمالة بحجة أن هذا مطلب من مطالب النجاح وحق للدولة الحاضنة خاصتا أنه يحمل جنسيتها وكذا بعده عن وطنه إلي إن يصبح عميل نشط ولا بد أن يطيع في مراحل معينة وإلا...
ونأتي للدكتور البرادعي وهو من ضمن الفئه التي خدمت مديرا لأحدي الوكالات  الدولية وهنا وفي إعتقادي أنه تم تجنيده كشرط من شروط إستمراره وقد أدي دوره بنجاح مما حدا  المخابرات المركزيه أن ترشحة ليكون زعيما في مصر يقودها مستقبلا وهنا حاولت أن تضيف له دورا وطنيا كنوع من التجميل  بإدعاء رفض ترشيحة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الدورة التالية ثم عادت وسمحت له رغم رفض مصر ذلك وترشيحها آخر لشكها في النوايا.
تتوالي الأحداث وفعلا إنتطلقت ثورة ثورة ٢٠ يناير٢٠١١ بمظاهرات عملاء صربيا وظهور البرادعي كوطني مغوار مؤيدا للثورة وخرج الشعب المصري مؤيدا نظرا لما عاناه أيام مبارك من سوء إدارة للدوله ومبدآ التوريث وخرج الإخوان من القمقم يعربدون وهم عملاء سابقون ومن إنتاج الإستعمار البريطاني... و الذي إنتقلت الي الوريث الشرعي أمريكا والتي نجحت في إستخدام  الجهاد الجناح العسكري للإخوان   والقاعده فيما بعد في محاربة الإتحاد السوفيتي مقابل ترك  افغانستان لهم يعيثون فيها فسادا آلي أن إختلفت الرؤي  بينهم مع تبادل الضربات سواء في أمريكا (ضرب برجي التجارة العالمي والبنتاجون.... ثم الرد بالتدخل العسكري في أفغانستان ثم قتل بن لادن...  هنا نسأل هل عادت القاعدة الي بيت الطاعة؟)...
ويبدوا للإدارة الأمريكية النجاح الهائل الذي حققته  في ٢٥ يناير واصبح لها بديلان الإخوان متمثله في مكتب إلارشاد مع عرض سخي لتبادل المصالح ومحمد مرسي العياط الجاسوس  السابق و البديل الثاني لمحمد مصطفي البرادعي الذي كانت تحلم بترشيحة لرئاسة مصر...و بناء علي ظهور الإخوان بمظهر القوة والسيطرة مالت الكفه لصالح الإخوان الذين عرضوا التعاون بشكل سخي  كما أن ترشيح محمد مرسي  الجاسوس الأمريكي للإنتخابات جعل الإخوان  في موقف أفضل من إختيار البرادعي الذي يعتمد علي شباب مراكز تدريب العماله في صربيا والمغيبين من الشباب تحت دعوي أهداف الديمقراطية  والذين شكلوا أساس شباب ٦ إبريل  و شكل البردعي حزب الدستور الذي تولي منصبة في ستمبر٢٠١٢.

الإختيار الأمريكي كان الإخوان وسحب البرادعي حتي لا يتقاتل عميلا ن لها وهنا صدرت له الأوامر بالإنسحاب من الترشح في هذا التوقيت وتركه يعمل في المجال السياسي لعل  تحدث في الإمور أمورا أخري...وسارت السنه الولي  رئاسة مرسيالعياط مع الإخوان بحصول الجانب الأمريكي علي متطلبات لم يكن يحلم بها من رئيس لمصر جاسوسها وعميلها... إلا أن الأمور إختلفت بإدارة سيئة داخليا وأخطئ مرسي بتعديل الدستور وتحصين قرارته وسقطط الديمقراطية علي يديه وثار الشعب المصري ومنذ هذا التاريخ لم تهدءمصر.
 وراقبت القوات المسلحة المصرية بقيادة امايسترو الفريق أول عبد الفتاح السيسي الموقف  بحذر وتخفي وذكاء تتحين الفرصة للإنقضاض علي عميل سابق وجاسوس أفشي سر أحد رجالتها فيما عرف بقضية الكربون الأسود وبالإعتداء علي الدستور وإنتهاك خطير للديمقراطية  من قبل مرسي وعزل  المشير طنطاوي وعنان (ولا ننسي أن القوات المسلحة تعتبر أنها الحامية للدستور كما أعلن ذلك الرئيس السادات).
 في ٣٠ يونية ثار الشعب بدعوي تمرد والتي قد تكون القوات المسلحة والأجهزه السياديه للدوله والإعلام دورا كبيرا في تمهيد مسرح الأحداث... وتم تعين رئيس مؤقت واختير البرادعي نائب لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية  لإصرار تمرد  علي تعينة لظهوره كمنسق عام لجبهة الإنقاذ  فالشباب يحمل في داخلة الرغبة والثورة دون الخبرة ولإعتراض حزب النور علي تعينة رئيسا للوزراء وقد كان ذلك بعد نظر منهم قد يكون غير مقصود!!...وحاولت الولايات المتحدة جاهدة إجهاض هذه الثورة لإنقاذ عميلها وثورتها ومصالحا وإرتباطاتها معهم وشعر أوباما ان مجهود سنوات عملت فيه الإدارة الأمريكية ومخابراتها في خلال عشرات السنين السابقه سوف يضيع من يدها في ثورة لم تكن في حسبانها....و حاولت بسفيرتها  تارة ومبعوثة الإتحاد الاوربي تارة أخري و جمعيات حقوق الإنسان والدول التي تسير في الفلك الأمريكي وهددت في صمت وفي ضخب  وفي مجلس الأمن وحوار فلسفي هل هذه الثورة إنقلاب ولا إنقلاب  وحاولت هنا عن طريق عميلها محمد البرادعي تميع الموقف وتعطيل تصفية إعتصام رابعة العدوية في مدينة نصر وإعتصام النهضة بالجيزه لعل ولعسي ينجحوا في إستعادة الموقف والسيطرة.
 وحين أصر الجانب المصري علي فض الإعتصام  إستقال البرادعي مضحيا بمستقبله السياسي لا عن رغبه أو مبادئ كما يدعي ولكنها تعليمات تصدر لعميل ويلزم الطاعه و ذلك بهدف تحقيق أحد إحتمالين الأول زعزة موقف الحكومة الطرية خارجيا وإستغلال ذلك في هز موقف مصر وقد ينساق بعض الوزراء بالإستقاله  خلفه فتسقط الحكومه  وتحت ضغط الإخوان قد يضطر الفريق أول عبد الفتاح السيسي إما التراجع وإرجاع الموقف الي ما كان عليه قبل ٣٠ يونية او الظهور المباشر والسيطرة علي الموقف عسكريا لتستطيع الولايات المتحدة إتخاذ ذلك كذريعة للتدخل لتسوية الأمور وكانت هذه الإحتمالات التي تبنتها الولايات المتحده علي عجل نظرا للظروف.
  تأتي الأمور بما لا تشتهي أمريكا... ولم تهتز الحكومة بإستقالة البرادعي وإنكشف الوجه القبيح له وسقط البرادعي وسقط مرسي وفقدت أمريكا العميلين الذين ظهرا في  مسرح الأحداث خلا ل ثورتي ٢٠ يناير ٢٠١١ و٣٠ يونيه ٢٠١٣ مما سبب لها إرتبكا شديدا أدي الي متابعتها كمتفرج في إنتظار ما ستجلي عنه الأحداث القادمه ووجدت نفسها ترقص علي إيقاع الشعب المصري بذكاء وإيقاع المايسترو السيسي... والسؤال هل ستستسلم أمريكا لهذا الموقف.. أو تحاول البحث في دفاترها عن  عملائها المختفين وحقيقة هم كثيرون (يام في الجراب ياحاوي)...وإن غدا لناظره قريب.

لواء دكتور سامي جمال الدين

إستشاري تطوير النظم الإستراتيجية

الاثنين، 12 أغسطس 2013

هل تأخرنا في فض إعتصام رابعه...فليس كل تأخيرة فيها خيرة


ليس كل تأخيره فيها خيرة  ....كل يوم صباحا ومساءا نكتب لأنفسنا  مقالات وأراء دواره بيننا وكذلك الصحافه وكذلك قنوات التليفزيون لنوضح حقائق الإخوان وما يترتكبوه من فظائع في حق الشعب ودورهم في التجسس والعماله وهذه معلومات دواره لا يقرأها سوي نحن....أما الفصيل الإخواني وهم ثلاث:
١- أعضاء مكتب الإرشاد والصف التالي لهم وهم يعرفون دورهم جيدا ويعرفون أنهم خونه وعملاء ومتأكدين  أنهم مطلوبين للعداله وبإنتهاء رابعه هي إنتهاء حياتهم.
٢- الصف الثاني من المؤمنيين بقضية الإخوان والسمع والطاعه ولا يقرءون ولا يسمعون سوي أصواتهم في رابعه وصوتهم عالي لكي يسمعهم المرشد ومكتب الإرشاد لينالوا الرضا وبالتالي هم في عزله عن هذا كله... ولائهم للإخوان وشيوخها سواء حسن البنا أو سيد قطب أم كليهما.
3- الجهلاء والمرتزقه والذين يستفيدون يوميا بدخل يفوق دخلهم في السنه وكل يوم يمر علي رابعه هو دخل يجعله ينتقل من الفقر والعوز الي صاحب قدره ماليه وهو لا يقرأ ولا يسمع ولا يهمه من قريب أو بعيد عما يدورحوله وللأسف أن هذه الفئه هي الأكبر ويزداد تأيدها  وتزداد كثرتها  يوما بعد يوما بواسطة مكاتب التنجنيد في القري والمحافظلت وهو ما يسمونه حشد الأنصار.

كما أن فض رابعه بالقوة بعد هذه الفترة والتي إستطاع الإخوان في غيبة الحكومة والإنكسار أما الإدارات الأمريكيه والغربيه والتي تقوم بتشويه الثورة وقياداتها المدنية والعسكرية أمام الرأي العام العالمي  أعطت الإخوان الفرصة من أن تحشد الأنصار الذين يذدادون يوميا سواء في رابعه أو في النهضه وفي مسيراتهم الإستفذاذيه اليوميه وكذا إقامة المتاريس والتسلح والذي يذداد يوما بعد يوم  حتي أصبح فك هذا الإعتصام مشكله محليه وعالميه كما أن فضها سيجعلها تتجمع في ميدان آخر بحجة السلمية بواسطة قواعدها التي تبنيها خارج القاهره وتجري الشرطه من ميدان إلي أخر لإنهاك الشرطه  وهذا التخطيط يدل دلاله قاطعه علي أن السياسه المتبعه فاشله فاشله وقد قلت ذلك من قبل.
طيب وما الحل؟
(١) في رأي أن الحل ينبع في كشف وسائل التمويل وفرض رقابه علي الأسواق وإيقاف هذه اللعبه..فلا أظن أن من يمول المشتريات لا يشتري من كل محل عشرة سندوشات..فتغذيه هذه الجيوش المعتصمة وطريقة نظام الراحة والأجازات  وتوفير وسائل الانتقال للمتواجد وطرق تموينهم فلايجوز...مثلا  سياسةإعداد وجبات أكثر من المطلوب  سيعرضها للتلف أو أقل من المطلوب مما يسبب أزمات غذائيه ...وبالتالي علينا فرض الرقابه علي الأسواق ومنع هذه الكميات أو خفضها سيعرض المعتصمين للثوره الداخلية بالإضافه الي كشف مصار التمويل والحصول علي السيوله الماليه  ومحاربته  ليكون في أضيق الحدود. وكشف الأفراد المختصين بالتمويل المالي في القاعده والقبض عليهم وتضيق الخناق المالي سوف يجعل الفئه(-٣) تنخفض تدريجيا ولا يمكن حتي إعادة حشدها ثانيا في ميدان آخر وهو الهدف.
(٢) حصار الداخال والخارج وتسجيل الإسماء من منابع الحشد ومحاولة السيطرة علي الطرق والمداخل وإرجاع المشتبه بهم مع القبض علي بعض منهم سوف يثير القلق داخال المعتصمين فيجب جعل رحلات الذهاب والعوده رحلات عذاب  وجحيم وتعطيل هذه الرحلات بالساعات بحجة غلق الطرق وجود حوادث وما إلي ذلك من حجج.
(٣) قفل الأنوار ساعه يوميا وقطع المياه في توقيتات مختلغه بحجة زيادة الضغط الكهربي وإنفجار مواسير المياة وهكذا يمكن أن نحيل الحياه داخل رابعه الي الحياة في جهنم دون المساس بالأعتصام...والأفكار كثيره.
ثم يتم الفض بالقوه لإعداد أقل بكثير أصابها الأجهاد كما أن تجفيف منابع الإمداد المالي والمؤيدين سوف يمنع مستقبلا مثل هذه الحشود في زماكن أخري أو الحد من قدرتها علي الحشد.

بالنسبه للرأي العام العالمي فلابد أن نفهم مصادر القلق لدي الشعوب سواء في أمريكا وأوروبا ولذا يمكن التأكيد لدي هذه الشعوب بواسطة الدولة وخطه شعبيه تخاطب هذه الشعوب لنشر الحقائق لإيضاح:
١- أن مرسي إعتدي علي الديمقراطيه بالإعتداء علي الدستور الذي آتي به عبر الصندوق ولدينا من إعتدائه علي الديمقراطيه الكثير.
٢- إيضاح إرتباط ألإخوان بالجهاد والقاعده  وأنها جماعه إرهابية وما فعلوه في أمريكا وإوروبا من تفجيرات في برجي التجاره العالمي والبناتجون ومن قتل ألاف من الأمريكان وكذالك التفجيرات في إنجلترا وأسبانيا وفرنسا سوف يضع حكومات هذه الدول في موقف ضعف إذاء مساعدة الإخوان.
٣- إيضاح أن مصر لا تعادي أو تمنع الإعتصامات السلميه وأن ما تطلبه التفتيش علي الأسلحه وإذالة المتاريس وكذلك القبض المتهمين في جرائم قتل وتعذيب المدنيين.

هذا ما أراه حيث أنننا أضعنا فرصة الفض بالقوة ونحن من حضرنا العفريت بالتهاون والتكاسل أمام عدو خبيث لهذا الوطن ولكنه قادر علي التلون والإحتماء بالدين تاره وبالوطنيه تارتا أخري مستغلا جهل المريدين والمرتزقه ورقة شعور حكماء لا يعرفون قيمة الأمن القومي.
لواء دكتور سامي جمال الدين
إستشاري تطوير النظم الإستراتيجية

الخميس، 8 أغسطس 2013

تاريخ مرسي الأسود


عادل حمودة يكتب : مرسى وافق على منح أمريكا قاعدتين عسكريتين فى السلـوم ورأس بناس وطلب تدخل الأسطول السادس لحماية نظامه!

8/5/2013   11:08 PM
عادل حمودة يكتب : مرسى وافق على منح أمريكا قاعدتين عسكريتين فى السلـوم ورأس بناس وطلب تدخل الأسطول السادس لحماية نظامه!

كان محمد مرسى يتصرف فى مصر كما لو كانت من «مخلفات» المرحوم والده.. ونحن لا نعرف شيئا عن المرحوم والده.. لا نعرف حسبه.. ونسبه.. وشجرة عائلته.. ولا نتذكر أنه ترك مالا أو عقارا أو أرضا أكثر من الخمسة فدادين التى وزعها جمال عبدالناصر عليه.. حسب قواعد قانون الإصلاح الزراعى.
 
لكن.. ما إن وصل محمد مرسى إلى السلطة حتى تصور أنه ملك مصر كلها.. ويحق له التصرف فيها بمفرده.. بعد أن سجلها فى مكتب الإرشاد.. الشهر العقارى لجماعته.
 
منح الإخوان 200 ألف وظيفة قيادية فى أقل من عام.. أدخل أبناءهم الكليات العسكرية دون التقيد بالتحريات الأمنية.. لم يمنح ثقته إلا لمن ينفذ نزواته السياسية المريضة.. أفرط فى منح الجنسية لفلسطينيى حماس.. ليكونوا سندا مسلحا يحميه ويحرسه.. وقبل بمئات المسلحين منهم لحماية نظامه.. وأدخل المطلوبين منهم البلاد ضاربا عرض الحائط بسجلاتهم الجنائية السوداء.
 
لقد فشل أخطر قياديى حماس رائد الخالدى فى دخول مصر بسبب وضعه على قوائم ترقب الوصول.. لكنه بأمر من خيرت الشاطر جاء هو وأسرته المكونة من خمسة أفراد إلى القاهرة من اسطنبول على مصر للطيران الرحلة 734 يوم 16 يونيو الماضى وحجز العودة يوم 25 يوليو.. لكنه.. لم يسافر.. فأين اختفى؟ وماذا يفعل؟ وما صلته بالعمليات الإرهابية التى تحدث الآن؟
 
وبعد فشل مرسى فى إجبار الأجهزة الأمنية (المخابرات العامة والمخابرات الحربية والأمن الوطنى) فى التنصت على معارضيه من السياسيين والإعلاميين وجد ضالته فى نائب رئيس الرقابة الإدارية اللواء بدوى حمودة الذى أوقف عن العمل بعد 30 يونيو فى انتظار قرار جمهورى بإقالته.. لكن.. الإقالة وحدها لا تكفى.. يجب تقديمه إلى محاكمة جنائية عاجلة.. بتهمة انتهاك حرمة الحياة الشخصية.. وهى جريمة لا تسقط بالتقادم.. ولا ينفيها مبدأ تنفيذ الأمر.
 
وقبل 30 يونيو تقرر تغيير رئيس شركة «نايل سات» ليأتى واحد من أغوات الجماعة ليسحب إشارة البث من خمس قنوات فضائية معارضة.. تمهيدا لإغلاقها.. وسجن أصحابها.
 
بدأت المؤامرة يوم 27 يونيو بتوجيه إنذار شديد اللهجة إلى هذه القنوات وإخراج ممثليها من المجلس المختص.. ليسهل الفتك بها.
 
بعد 48 ساعة أرسل وزير المجالس النيابية حاتم بجاتو خطابا إلى رئيس الحكومة هشام قنديل وصف فيه الإنذار بعدم المواءمة السياسية.. وحذر من أنه «سيزيد من الاحتقان ويظهر الحكومة فى مظهر العاصف بحرية الإعلام.. فضلا عن ذلك فإن إيقاف وسائل الإعلام أو غلقها أو تعطيلها أو مصادرتها لا يجوز إلا بحكم قضائى حسب نص المادة 48 من الدستور».
 
وأضاف: « «لو صدرت قرارات إدارية ضد جهة إعلامية فإن مآلها سيكون بغير شك الإلغاء إذا ما طعن عليها أمام القضاء الإدارى».
 
ولم ينس أن يذكره بأن الإعلام الخاص هو من أطلق شرارة الخامس والعشرين من يناير 2011 وأن تدعيم حريته وصونها من أهم مكتبسات الثورة.
 
تحرر الخطاب يوم السبت 29 يونيو وفى منتصف نهاره عبر حاتم بجاتو الشارع الذى يفصل مكتبه عن مكتب هشام قنديل.. وسمع منه رأيا لا يخلو من العمى والشماتة والأمية السياسية.. «شفت يا سيادة الوزير.. عدد المتظاهرين فى الشوارع.. لا يزيد على 15 ألف شخص.. كده جابوا آخرهم.. بكره 30 يونيو حنكنسهم».. فى إشارة غير صريحة بأن الشعب المصرى «زبالة».. سوف تكنس.
 
ولم يستطع هشام قنديل أن يخفى تفاصيل المؤامرة التى دبرها رئيسه لمعارضيه.. فقال مستطردا: «اتفقنا مع النائب العام على اتهام 35 إعلاميا وسياسيا بجريمة التآمر وقلب نظام الحكم».
 
ولكنه.. فيما بعد.. عقب 30 يونيو.. ارتدى مسوح الرهبان.. وتكلم بلغة أهل الله.. وتقدم بمباردة للإفراج عن قيادات إخوانية محبوسة على ذمة اتهامات محددة.. لتهدئة الأجواء.. وكأنه يرى هذه القيادات جواهر تبرق.. ويرى خصومهم قمامة يجب التخلص منها.
 
والنائب العام السابق طلعت عبدالله كان جاهزا لتنفيذ كل ما يطلب منه.. دون أن يهتز ضميره القضائى.. ودون أن يحسب حساب يوم يعاقب فيه بالنبذ من الهيئة القضائية على ما فعل.. فقد رفضت المحاكم المختصة فى الإسكندرية وطنطا إعادته إلى منصبه القضائى السابق.. وبصعوبة قبلته دائرة مدنية فى القاهرة.. قاضيا خامسا.. احتياطى الاحتياطى.. وكأنهم يقولون له.. «خليك فى البيت لا أحد يقبلك».
 
لكن.. كل هذه التجاوزات التى ارتكبها محمد مرسى لا تساوى شيئا إذا ما قورنت بتجاوزاته فى ملفات الأمن القومى.
 
ما إن انتهت زيارته للسودان حتى منح حلايب وشلاتين هدية لها.. وصرح بذك المسئولون الكبار فى الخرطوم.. ومنهم وزير البيئة حسن عبدالقادر هلال ونائب رئيس الجمهورية هناك على عثمان طه.. وفوجئت مصر بنقل خطوط حدودها الجنوبية 200 متر داخل عمقها.. لصالح الطرف الآخر.. فلم تتردد القوات المسلحة فى إعادة الحدود إلى ما كانت عليه فى هدوء.
 
وكانت مصر قد انتبهت إلى هذه المشكلة فى عام 1995.. فسعت جاهدة إلى إثبات وجودها هناك.. نقلت وحدة للدفاع الجوى.. وأنشأت محطة لتقوية الإرسال التليفزيونى.. وفى انتخابات 2005 اصرت على فتح لجان تصويت هناك.. ومدت شبكات التليفون المحمول.. وحذرت المخابرات الحربية من وجود خرائط لمصر نزعت منها حلايب وشلاتين.. بل إن مصلحة سك النقود سحبت عملة تذكارية بها نفس الخريطة الناقصة قبل توزيعها.
 
وحسب معلومات القيادى الإخوانى السابق المحامى مختار نوح فإن السودان يحصل على حلايب وشلاتين مقابل أن يترك دارفور بكل ما فيها من ثروات معدنية ثمينة للجنوب.. تنفيذا لمخطط أمريكى سافر يشمل المنطقة كلها.
 
ومنذ خرجت القوات البريطانية من مصر والنظام السياسى فيها يشعر بحساسية مفرطة من قبول قاعدة عسكرية أجنبية فى البلاد.. وفشلت الولايات المتحدة فى إقناع أنور السادات وحسنى مبارك فى منحها قاعدة للبنتاجون فى رأس بناس.. وأغلق الملف دون أمل فى فتحه.. لكن.. محمد مرسى باستهتار غير مبرر أبدى استعداده لمنح واشنطن قاعدتين.. إحداهما فى السلوم غربا.. والأخرى فى رأس بناس شرقا.
 
كانت قطر على ما يبدو المثل الأعلى للنظام الإخوانى فى مصر.. فما إن أطاح حمد بن خليفة بوالده خليفة بن حمد فى 27 يونيو 1995 حتى سارع الأمير الابن بتحويل بلاده صغيرة المساحة إلى ثكنة عسكرية أمريكية.
 
فى غرب الدوحة أنشئت قاعدة العيديد الجوية.. بممر إقلاع بطول 5. 4 كيلومتر.. ما يتيح إقلاع القاذفات الثقيلة التى استخدمت فى الغزو الأمريكى للعراق.. وتستضيف القاعدة المقر الميدانى للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية المسئولة عن المنطقة الممتدة من وسط آسيا إلى جنوب القرن الأفريقى.
 
وفى عام 2001 انتقل المقر الميدانى إلى قاعدة السيلية.. القاعدة الأمريكية الثانية فى قطر التى دفعت فى القاعدة الأولى مليار دولار.. ودفعت فى القاعدة الثانية 110 ملايين دولار.. وهى تقع على بعد 30 كليومتراً فقط من قلب العاصمة.. وتسع منشآتها 11 ألف جندى و116 مدرعة و150 دبابة و112 ناقلة مشاة.. ومساحتها 37 فداناً (1,6 مليون قدم مربع).
 
وعندما قام حمد بن خليفة بانقلابه كان والده خليفة بن حمد فى لندن يقضى إجازته الصيفية بعيدا عن حر بلاده.. وبعد أسابيع قليلة أرسل صفوت الشريف وكان وزيرا للإعلام بعثة من ماسبيرو لتسجيل حوارا معه.. وتحدث الأمير المعزول بمرارة عن ابنه.. وكشف عما يمكن وصفه بعلاقة غير سوية بينه وبين مدبر الانقلاب جاسم بن حمد.. وزير الخارجية ورئيس الوزراء فيما بعد.. ولكن.. ما أن شاهد مبارك شريط الحوار حتى رفض عرضه تليفزيونيا.. حرصا منه على علاقات طيبة مع كل الدول العربية.. ولا يزال الشريط فى ماسبيرو.. حان الوقت لإذاعته.. كى نعرف حقيقة المسئولين القطريين الذين يعتقدون أن من الممكن العبث بمقدرات مصر.
 
لكنهم.. ربما كانوا على حق.. فقد رفعهم محمد مرسى فوق أعناق جماعتهم.. ومشى وراءهم منوما بسحر ما منحوه من تعليمات وثروات.
 
ولم يكتف محمد مرسى باستعداده لمنح الأمريكيين قواعد عسكرية فى مصر وإنما طلب فى مكالمات سجلت له ولمساعديه تدخل الأسطول السادس الأمريكى لإنقاذ حكمه ونظامه وشخصه.. بعد ثورة 30 يونيو.. فى حالة نادرة تكاد تصل إلى حدود الخيانة العظمى.. يصعب تخيلها وتصورها وقبولها.
 
وعندما كانت الأجهزة المختصة ترفع تقاريرها الخاصة بالأمن القومى لم يكن ليتردد فى أن ينقل ما يسمع إلى مكتب الإرشاد أو حماس أو قطر.. حسب ما فى كل تقرير.
 
ومن جانبها شعرت هذه الأجهزة بالقلق من تسرب تقاريرها بهذه السهولة.. فقررت أن تكون تقارير كتابية.. بعد أن كانت شفهية.. ونجحت بوسائلها فى الحصول عليها مرة أخرى لتكون دليلا على استهتار محمد مرسى بملفات الأمن القومى.. ليصبح تحت يدها أغلى ملف فى أرشيفها.. ملف خيانة مرسى.. وهو ملف.. تصلح كل ورقة فيه لتقديم بلاغ قضائى.. ربما يكون أكثر خطورة من قضية وادى النطرون التى حبس على ذمتها احتياطيا.
 
على الجانب الآخر.. خسرت الولايات المتحدة رئيسا.. كان سينفذ لها كل ما تشاء.. دون مقاومة.. وبثمن وطنى بخس.. أن يبقى فى الحكم.. كان مستعدا أن يقيم وطنا قوميا للفلسطينيين فى سيناء ممتدا من رفح إلى غزة لعلاج عودة اللاجئين.. بجانب ضمان سلام مستقر للإسرائيليين.. وسيطرة أمريكية كاملة على مصر.. وإعادة مشروع الإمبراطورية العثمانية من جديد تحت قيادة الديكتاتور التركى الذى يسجن الصحفيين ويغلق الصحف ويقتل المعارضين فى عرض الطريق.. رجب طيب أردوغان.
 
لكن.. الثورة الشعبية الهادرة فى 30 يونيو فاجأت كل هذه المخططات والمؤامرات فقلبت الموائد.. وسكبت فناجين القهوة على ثياب المتآمرين.. ومزقت الخرائط الجديدة للمنطقة.. وألغت المباراة قبل أن تبدأ.. وفاجأت اللاعبين عرايا قبل النزول إلى الملعب.
 
وربما يفسر ذلك اضطراب الموقف الأمريكى مما جرى فى مصر.. وتأرجحه بين القبول والرفض.. بين الضغط والاستسلام.. بين العنف والضعف.
 
لقد قبلت واشنطن بالتخلص من محمد مرسى فى 3 يوليو.. ووصفته بالحاكم الديكتاتورى الذى جاء بالصندوق ليقول للشعب المصرى «أنا ربكم الأعلى».. أنا فرعون.. أنا الحاكم بأمر الله.. لكن.. واشنطن لم تعترف بأن ما جرى فى 30 يونيو «ثورة شعبية».. ولم تعلن فى الوقت نفسه أنه «انقلاب عسكرى».. ورغم التصريحات الرسمية غير المشجعة فإن الإدارة الأمريكية لم تفرض عقوبات عاجلة.
 
وبعد أسبوعين من الإشارات المتناقضة جاء مساعد وزير الخارجية ويليم بيرنز إلى القاهرة فى 14 يوليو وبقى فيها ليلتين.. وفى لقاء جرى فى بيت السفيرة آن باترسون سمع الرجل من شخصيات مصرية أن سمعة بلاده أصبحت سيئة فى الشارع المصرى.. وأن زمام القوة الذى أصبح فى يد الشعب يمكن أن يجبر السلطات العليا على قطع العلاقات بين البلدين.. وانتهى الرأى بطلب أن تفعل الإدارة الأمريكية شيئا عاجلا لإنقاذ نفسها.. لكن.. السفيرة لم تسمح له بالرد.. وقالت فى عصبية حادة بصوتها المتفجر خنفا: «ليس قبل ستة أشهر».. وكأنها ترى أن الاستقرار فى مصر لن يحدث إلا بعد هذه المدة.. أو كأن هذه الفترة ستكون فرصة للإخوان يمكنهم فيها استعادة الحكم.
 
بدا واضحا أن آن باترسون لم تفقد الأمل فى إعادة الإخوان إلى الحكم.. وسعت حكوماتها من جديد إلى دعم الجماعة ماليا وإعلاميا وسياسيا.. ورصدت أجهزة مختصة لقاءات جرت سرا بين عملاء مصريين وضباط الأجهزة الأمريكية المسئولة عن تشغيلهم.
 
وتكرر الطلب الأمريكى بالإفراج عن محمد مرسى.. بصفته رئيسا منتخبا.. دون أن تتذكر الإدارة الأمريكية أنها وصفت الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى فاز فيها مبارك بالنزاهة والشفافية ورغم ذلك باركت إقالته والتخلص منه.. مؤكدة أن ما حدث فى الشارع ضده.. ثورة شعبية.. ولكنها.. لم تقبل بنفس الموقف مع محمد مرسى رغم أنه تكرار متطابق لما حدث مع مبارك.. صورة طبق الأصل منه.
 
وفى محاولة لإثبات أن ما جرى ليس انقلابا عسكريا تركت الجماعة والأحزاب المتحالفة معها تعبث بأمن المواطنين فى أحداث عنف فرضت نفسها على الشارع.. وفى الوقت نفسه أعلن القيادى الإخوانى محمد البلتاجى نفسه رئيسا مؤقتا.. تمهيدا لاعتراف أمريكى بشرعيته.. ليصبح فى مصر رئيسان وشعبان وحكومتان وجيشان.. ليتكرر السيناريو السورى من جديد.. ويسهل تقسيم الدولة المركزية الموحدة لتكون أكثر من دولة.
 
ووصلت موجات العنف وقطع الطرق إلى ذروتها يوم الاثنين الماضى ( 22 يوليو ) ونقلت قوى سياسية وشعبية وحزبية شعورها بالقلق على تكرار سرقة ثورة 30 يونيو بأسلوب آخر عن الذى سرقت به ثورة 25 يناير.. فدعا الفريق أول عبد الفتاح السيسى إلى اجتماع فى منتصف نهار اليوم الثانى.. الثلاثاء.. وفيه تقرر إعلان خبر حبس محمد مرسى 15 يوما على ذمة قضية وادى النطرون.. وطالب وزير الدفاع بحشد الجماهير فى مليونية جديد يوم الجمعة 26 يوليو.. لكن.. فوجئ بمن يصارحه بأن «الناس تعبت» وأن الحشد ربما لن يكون كما كان فى 30 يونيو.. ولم يملك السيسى إزاء شعوره بالصدمة سوى السكوت.. دون أن يكشف كما هى طبيعته عما يفكر فيه.. وما سيتخذه.
 
فى اليوم التالى فاجأ حضور حفل تخريج دفعة جديدة من كليتى البحرية والدفاع الجوى بدعوته للنزول إلى الميادين لمنح الجيش تفويضا يسمح له بتصفية الإرهاب.
 
وبعد نحو الساعة تلقى السيسى اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكى تشاك هيجل الذى أبدى اعتراضه على دعوة نزول المصريين.. ومن باب الضغط المباشر تقرر تجميد تسليم دفعة جديدة من طائرات إف 16 وعددها أربع.. والصفقة كلها 20 طائرة.. وقعت فى 2009.. قيمتها 3.2 مليار دولار.. وتقضى بإرسال 20 طائرة خلال عام 2013 بجانب عشرات من دبابات إم وان آى وان.. وهى صفقة ساهمت فى تشغيل عشرة آلاف عامل أمريكى.
 
وحاول البنتاجون التخفيف من حدة القرار بأن تحدث عن «تجميد» وليس إلغاء.. كما أنه اعتبر مناورات النجم الساطع أكثر أهمية.. ودليلاً أكبر على متانة العلاقات بين البنتاجون والمؤسسة العسكرية المصرية.
 
فى اليوم نفسه نصحت مراكز الدراسات الاستراتيجية المتخصصة جنرالات البنتاجون بعدم التصعيد مع مصر.. وإلا سنجد أنفسنا أمام موقف مشابه فرضناه عام 1954 على جمال عبدالناصر.
 
كان عبدالناصر قد طلب دعم الجيش المصرى بأسلحة أمريكية متطورة لكنه لم يتلق سوى عرض بأسلحة خفيفة لحراسته.. فاتجه إلى الاتحاد السوفيتى ليجد مخازنه مفتوحة على مصراعيها.
 
نفس الموقف وجد السيسى فيه نفسه.. هل سينفذ الأمريكيون ما تعهدوا به أم أنهم سيجبرونه على الذهاب إلى روسيا.. خاصة أن رئيسها فلاديمير بوتين مستعد للاستجابة الفورية.. وربما رفعت صوره فى الميادين المصرية نوعا من التحذير للطرف الآخر.
 
ولو كان عبدالناصر بسحر الكاريزما الشخصية اقنع شعبه بالسير فى الطريق المعاكس للغرب فإن السيسى بجانب نفس السحر مجبراً على الاستجابة للشعب صاحب السلطة العليا الآن بتغيير الدفة بعيدا عن الولايات المتحدة.. لو طلب منه ذلك.
 
وزادت النصيحة الموجهة للبنتاجون من خبرائه بتذكيره بخسارة الديمقراطيين لإيران.. وهم مهددون الآن بخسارة مصر.. الدولة التى تحمى مصالح الولايات المتحدة فى جنوب البحر المتوسط.. وهى تسهيلات المرور فى قناة السويس.. واستخدام المجال الجوى المصرى دون استئذان.. وضمان حماية حدود إسرائيل.. والمساعدة فى محاربة الإرهاب.
 
فى اليوم التالى (الخميس 25 يوليو) تغير الموقف الأمريكى للمرة الثالثة.. فخرج بيرنز ليقول فى جلسة مغلقة للكونجرس: «إن ما حدث فى مصر منذ 30 يونيو ليس انقلابا عسكريا كما يصوره البعض».
 
لقد أدركت واشنطن أن خسارة الجيش المصرى فى هذا الوقت الذى يتصاعد فيه التأييد الشعبى له والغضب الشعبى من الولايات المتحدة سيجهز على مصالحها وتواجده.. وينسف جهود ثلاثين سنة من التعاون.. أنفق فيها ما يزيد على 50 مليار دولار.
 
وفى اليوم التالى للحشود الهائلة التى نزلت الشوارع والميادين يوم 26 يوليو بعث أوباما برسالة إلى الرئيس المؤقت عدلى منصور قال فيها من تحت ضرسه: «إن الولايات المتحدة ستظل شريكا قويا للشعب المصرى فى سعيه لتحديد مسار بلاده نحو المستقبل».
 
ومشيت بريطانيا على خطى الولايات المتحدة.. متجاوزة مرحلة دعم الإخوان.. فقد أصابت حشود 26 يوليو الجميع بصدمة سياسية أربكت كل الحسابات.
 
كنا فى «الفجر» أول من دعا إلى هذه التظاهرات قبل أن يتحدث السيسى عنها.. ففى اليوم السابق اتفق مجلس التحرير على أن يكون المانشت الرئيسى للعدد الأخير: «جمعة إعدام مرسى».. دعما لقرار حبس مرسى 15 يوما.. واتصلنا بنشطاء مثل محمد عبدالعزيز المسئول السياسى لتمرد ومنى منير مسئولة المرأة فى حزب المصريين الأحرار وتوفيق عكاشة الإعلامى المؤثر والدكتور ممدوح حمزة.. الأكثر موهبة فى تجهيز الميادين لاستقبال الحشود.
 
كان ممدوح حمزة فى نيويورك يرتب أوضاعا تعليمية لابنته مى عندما طلبت منه العودة.. فلم يتردد فى الاستجابة.. وطوال الرحلة.. بدأ فى كتابة الشعارات التى ستظهر على اللافتات ومنها باللغة العربية: «الشعب يريد محو الإخوان».. «قوم يا سيسى الشعب بيناديك».. ومنها باللغة الإنجليزية: «أمريكا وأروربا أرفعا ايديكما عن مصر».. و«الآن يعنى الآن».. وهى نفس الجملة التى قالها أوباما لحظة إصراره على تنحى مبارك.
 
ونصبت فى الاتحادية منصة مساحتها 180 متراً مربعاً لتحتمل مائة عازف ومنشد يقودهم المايسترو سليم سحاب.. وجهزت 15 ألف وجبة إفطار.. واستعدت خمس سيارات إذاعية للخروج من أحياء مختلفة فى القاهرة.. محمية من مواطنين مسلحين.. وطبعت منشورات بجرائم مرسى.. وصور للرئيس الأمريكى فى هيئة أسامة بن لادن.. وصور أخرى له مشطوب عليها.. مع مطالب بترحيل السفيرة الأمريكية.
 
واتفق على أن تستمر الحشود من الإفطار إلى السحور لكن.. طلب الجيش موعدا مبكرا.. لكى يتاح لطائراته التصوير الجوى فى ضوء النهار.. فتعدلت المواعيد من العصر إلى السحور.
 
وحتى لا يشكك أحد فى حجم الحشود أو يدعى أنها خدعة «فوتوشوب» دعت القوات المسلحة مراسلين أجانب ليصاحبوا الطائرات وهى تطوف المحافظات.. ورغم ذلك نسبت محطات فضائية إخبارية الحشود المؤيدة لدعوة الجيش إلى أنصار مرسى.. فى حالة مخزية من حالات الفساد المهنى المفضوح.. حدث ذلك مع الجزيرة وسى إن إن وقناة فرنسا 24 التى اعتذرت فى اليوم التالى عن جريمتها.
 
لكن.. ذلك لا ينفى أن الإخوان لا يزالون متفوقين فى مخاطبة الرأى العام الخارجى.. فقد فتحوا ميدان رابعة العدوية للمراسلين الأجانب.. بمن فيهم مراسل الإذاعة الإسرائيلية التى لم تتوقف عن بث مباشر بدعم وتشجيع من قيادات الجماعة.
 
وفى الوقت الذى فشلت فيه هيئة الاستعلامات والمكاتب الإعلامية الخارجية فى توصيل الصورة الصحيحة. وصلت إلى القاهرة الصحفية الأمريكية لالى بمبس ابنة كاترين جرهام مؤسسة صحيفة واشنطن بوست ومجلة نيوزويك لتضع فى جدول مواعيدها زيارة نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعى ورئيس الحكومة حازم الببلاوى ونائبه زياد بهاء الدين ووزير الخارجية نبيل فهمى.. وجمعنى معها إفطار رمضانى يوم الثلاثاء.. أمس الأول.
 
وأمام الحشود التى وصلت إلى 29 مليون شخص بدأت محاولات متعمدة لإفساد المناسبة الوطنية النادرة.
 
كان الطالب الجامعى محمد سمير أبو غنيمة فى سيارة مع عدد من اصحابه هم بولا وطارق وعبدالرحمن عندما كسرت عليهم سيارة شيروكى سوداء بدون لوحات يقودها ملثمون وأطلقت رصاصات حية على محمد فقتل فى الحال وأصيب زميل له بخرطوش فى كتفه وجرى باقى من كان فى السيارة.
 
أغلب الظن أن القتل كان عشوائيا كما سبق أن فعلت نفس مجموعة السيارة الشيروكى قبل عودتهم إلى ميدان النهضة.. وإن كان البعض يرى أن السبب ربما شخصية محمد.. فوالده ضابط مخابرات كبير.. أو ربما كان السبب الصليب الذى كان بولا يعلقه فى سيارته.. وقد دفن محمد فى قويسنا.. وسط دعوات صارخة من أصدقائه فى الجامعة الأمريكية بالانتقام.
 
ولتشويه مشهد 26 يوليو تفجرت أحداث عنف فى مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية وأمام المنصة فى القاهرة قبل أن ينكشف ضوء نهار اليوم التالى.. وخلت قائمة الضحايا من الإخوان.. فقد كانوا من البسطاء الذين استأجرتهم الجماعة ليكونوا بمثابة الصفوف الأولى التى توارت وراءها.. ليكون ثمن حياة المواطن المسكين فى عرفها 300 جنيه فقط.
 
واستغل المرشد محمد بديع وجود سيارات إسعاف لنقل الجرحى ليخرج متسللاً فى سيارة لدفن الموتى.
 
وكانت الجماعة قد كسرت شقة فى إحدى عمارات رابعة العدوية هجرها صاحبها الطبيب قرفا مما حوله لتصبح استراحة للمرشد.. ليضاف إلى جرائمها جريمة انتهاك حرمة المساكن.. والسطو عليها.
 
وفى نفس ليلة 26 يوليو التقت السفيرة الأمريكية باثنين من قيادات الإخوان هما عمرو دراج (الوزير السابق للتعاون الدولى) ومحمد على بشر (الوزير السابق للتنمية المحلية).. وهما المسئولان عن ملف التفاوض للخروج من الأزمة.
 
كان اللقاء فى فندق فورسيزونز جاردن سيتى.. ولم نتوصل إلى ما جرى فيه.. وإن عرفنا أن الرجلين فشلا فى إقناع الجماعة بالحلول السلمية.. فلا يزال الصقور يرون أن العنف ونشر الفوضى هما السبيل الوحيد لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.. ولو أدى ما يحدث إلى تدخل أجنبى.
 
وفى لندن تعجب الدكتور عصام عبدالصمد رئيس اتحاد المصريين فى أوروبا من اللقاءات التى يجريها دبلوماسيون أجانب فى القاهرة مع شخصيات إخوانية مطلوبة فى قضايا جنائية.. واضاف: إن ذلك انتهاك لسيادة الدولة.. يحتاج إلى تدخل عاجل لمنع هذه المهزلة.. على أن يعتبر الدبلوماسى الذى يصر عليها شخصا غير مرغوب فيه.. يجب طرده على الفور.
 
فى الوقت نفسه بدأت علامات الضيق تتزايد بين المصريين لتأخر الجيش فى حسم العنف والفوضى والإرهاب.. بعد التفويض الذى منحوه بلا تردد.. وهو ما يهدد بنفاد صبر.. ربما ينتهى بظهور حالة من الغضب.. فى اتجاه معاكس.. وإن كان من المؤكد أن الجيش يقيس ذلك ويحسب حسابه جيدا.
 
وكان مجلس الدفاع الوطنى قد اجتمع فى يوم السبت الماضى لمدة ساعتين برئاسة عدلى منصور وبحضور شخصيات يدها فى النار.. منها مدير المخابرات الحربية اللواء محمود حجازى ومدير المخابرات العامة اللواء محمد التهامى.. وفى اليوم التالى خرج عن المجلس بيان يؤكد حرمة الدم المصرى وعدم السماح باستباحته.. ويؤكد التزام الدولة بضمان حقوق وحريات مواطنيها.. خاصة حق التعبير عن الرأى بطرق سلمية.. وأهاب بالمعتصمين فى رابعة العدوية وميدان النهضة بالإعلان الفورى عن نبذ العنف والتوقف عن ممارسته.. وأضاف: إنه سيراقب ما يجرى فيهما.. وقرر «اتخاذ القرارات والتدابير الحاسمة والحازمة حيال أى تجاوز».
 
ومن جانبى طرحت مبادرة عاجلة.. أن تقوم النيابة العامة بتفتيش رابعة والنهضة بلا شرطة وبحضور ممثلين عن الأزهر والجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى والمنظمات الدولية.. فإذا كانت خالية من السلاح.. فلا بأس من استمرار الاعتصامات.. وإذا رفض الإخوان التفتيش فهذا دليل على أنها مسلحة.. يجب تطهيرها من وسائل القتل.. حماية للقاتل قبل القتيل.
 
ويصعب القبول بخروج مرسى من محبسه الآمن.. فحياته فى خطر.. وهناك أطراف مختلفة يمكن أن تقتله.. ثوار غاضبون ينتقمون لشهدائهم الذين ماتوا فى ظل حكمه.. النظام الخاص فى جماعته لإثارة الفتنة.. التنظيم الدولى للإخوان.. لنفس السبب.. ولنفس السبب أيضا يمكن أن تتخلص منه أجهزة مخابرات معادية ومحترفة.
 
ويؤكد بعض هذه الاحتمالات ما سبق أن قاله لى مدير المخابرات العامة السابق رأفت شحاتة بأن جهازه رصد خطة إخوانية للقضاء على مرسى إذا لزم الأمر.
 
ويقيم مرسى فى مكان يصعب الوصول إليه حتى لمن زاروه من قبل.. وهو يقضى الليل مستيقظا.. ويبدأ نومه بعد العاشرة صباحا.. والسبب إصابته بفيروس «سى» الذي يؤدى إلى اختلال وظائف الكبد ويسبب انعكاس نمط النوم، بجانب أدوية الصرع التى يتناولها.. وهى أدوية تقلب يوم من يعالج بها.. فتجعله ينام نهارا ويصحو ليلا.
 
وكنت قد عرفت من أمناء فى الرئاسة عملوا معه أنه فى الغالب كان يصل قصر الاتحادية مبكرا.. وينام من الساعة العاشرة حتى الساعة الخامسة.. ليبدأ بعدها نشاطه ومقابلاته.. وهو ما يفسر تأخر خطبه.. وتألقه بعد العاشرة مساء.
 
وتروى نفس المصادر قصة ركوب زوجته السيدة أم أحمد الطائرة الرئاسية أول مرة.. فقد صعدت إليها وهى تمسك بحقيبة من البلاستيك وفى قدميها شبشب «زنوبة» من البلاستيك.. وطلبت تغيير سجاد الطائرة دون أن تعرف أنه موكيت.. ورفضت تناول الطعام على أطباق متتالية قائلة أنها تريد كل الطعام فى طبق واحد.
 
لكن.. فى المرة التالية وبعد أن جاءها خبير لبنانى فى البروتوكول اسمه رونى تغيرت تماما.. صعدت الطائرة وفى يدها حقيبة من لوى فيتون.. وفى قدميها حذاء متوسط الكعب.. واستسلمت لتعليمات المضيفات.
 
ونحن فى انتظار أن يستسلم زوجها وجماعته إلى إرادة الشعب المصرى.