الثلاثاء، 15 يوليو 2014

الانفجار السكانى

من مانديلا إلى السيسى الانفجار السكانى (٦)

  بقلم   د محمد أبوالغار    ١٥/ ٧/ ٢٠١٤
سيدى الرئيس، لقد لاحظنا أن هناك انفجاراً كبيراً فى عدد السكان، خاصة فى وسط العائلات الفقيرة والأقل تعليماً فى جنوب أفريقيا، فبدأنا برنامجاً كبيراً لتنظيم الأسرة، وقد عرفت أن الرئيس عبدالناصر قد بدأ فى الخمسينيات من القرن الماضى برنامجاً طموحاً فى مصر وحقق بعض النجاحات إلا أنه انهار تماماً فى عام واحد من رئاسة مرسى، لعدم اقتناع الإخوان بأهمية هذا الأمر. الانفجار السكانى بدأ فى العالم مع الثورة الصناعية فى أوروبا، لأن نسبة المواليد كانت مرتفعة ونسبة الوفيات كانت أيضاً مرتفعة، خاصة عند الأطفال، وبدخول المياه النظيفة والتطعيم ضد الأوبئة والمضادات الحيوية انخفضت نسبة الوفيات، وصاحب ذلك فى البلاد المتقدمة انخفاض فى نسبة المواليد، فلم يزدد عدد السكان، أما فى دول العالم الثالث فاستمرت نسبة المواليد بنفس الدرجة وأدى ذلك إلى الانفجار السكانى.
فى عام ١٨٨٢ كان عدد السكان ٦.٧ مليون نسمة، وعند ثورة ١٩١٩ أصبح ١٣ مليونا، وفى ثورة ١٩٥٢ أصبح ٢٢.٥ مليون، والآن قاربتم من ٩٠ مليون مصرى، وتعداد السكان يرتفع ما يقرب من ٢ مليون كل عام. وزاد معدل المواليد بعد ثورة يناير. الآن ٦٠% من السكان تحت عمر ثلاثين عاماً. أنتم تحتاجون إلى ٨٠٠٠٠٠ وظيفة كل عام للشباب، وتحتاجون لبناء ١٥٠٠٠ فصل جديد فى المدارس كل عام. الأرقام يا سيدى الرئيس مخيفة وتتطلب وقفة سريعة وواضحة.
كل المشروعات التى تتحدث عنها سوف تكون عديمة الفائدة مع هذا النمو السكانى. هناك نقص فى موارد المياه فى مصر، ومتوقع أن تقل حصة مصر من المياه لعدة أسباب سياسية وتكنولوجية فى أفريقيا.
عندكم أزمة طاقة كبيرة حالياً وسوف تزيد مع زيادة السكان. الصحة تحتاج إلى مبالغ طائلة لتواكب الزيادة السكانية وارتفاع ثمن العلاج. التعليم بهذه الزيادة يحتاج إلى ميزانية لن تقدر عليها. أما الطعام الذى تستوردون نصفه من الخارج فسيحتاج لزيادة أكبر.
هذه المشكلة يا سيادة الرئيس هى ربما تكون المشكلة الكبرى فى مصر، وأنت لم تتعرض لها فى خطابك السياسى قبل أو بعد الانتخابات. ربما تكون قد نُصِحت بذلك خوفاً من تقليل شعبيتك، ولكن هذا أمر بالغ الأهمية، ولو لم تستطع مصر أن تجد حلاً له يبدأ من اليوم فسوف تحدث كارثة كبرى فى مصر، ليس فقط بسبب نقص الماء والطعام والطاقة، ولكن كارثة بيئية لملايين تعيش فى عشوائيات سوف تكبر لعدم قدرتكم على عمل مشاريع إسكان لهذه الملايين الجديدة كل عام.
الأمر فى منتهى الخطورة، ضعه فى أولوياتك، وابدأ من اليوم قبل غدٍ. الصين حلت المشكلة السكانية مع بدء ثورة التصنيع، وهى الآن على الطريق الصحيح، ونحن فى عالم آخر لا ندرى ما هى الأخطار التى تحيق بنا.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك



هذا هو الانفجار المدوى الرهيب الذى حدث و يحدث فى مصر وهو الانفجار السكانى وعلشان احنا نايمين فى العسل فلا نراه ولا نسمعه, السبب فيه هو معتقداتنا الدينية الخاطئة (العيل بيتولد برزقه, حديث للنبى ص ا ع وسلم قبل الفتوحات الاسلامية: تناكحوا و تكاثروا فسوف اباهى بكم يوم القيامة )اى تنمية للبلد سوف يأكلها هذا الانفجار السكانى ,لاتلوموا كثيرا الحكومات السابقة منذ عبد الناصر وحتى الان لعدم وجود تنمية حقيقية قد حدثت فعلا ولكن قضى عليها و فى مهدها بسبب هذا الطوفان من البشر و الامثلة كثيرة: فى انشاء المستشفيات والمدارس والجامعات ولكنها لازالت غير كافية كذلك المياةو الغذاء و الطاقة وكل موارد الدولة فهى دائما غير كافية,التيار الدينى المتأسلم نجح فى وأد برامج تنظيم و تحديد النسل و اعاقها على المستوى الشعبى حتى تحدث الكارثة و تنتشر الهوجاء و الهمجية و الفوضى التى هم فيها بارعون فى استغلالها وانظروا ما حدث اثناء ثورة 25يناير من فوضى استثمروها بالكامل و اعتلوا الحكم ومنها لبيكى ياسوريا, همج فى همج ,وفى كل مكان حتى فى شوارع القاهرة الراقية فلن تجدوا اى شئ راقى تماما مثل اسراب الجراد.



لماذا نخاف من وضع النقط على الحرف؟ لماذا لا نقترح حلا بل نترك الآخرين لإيجاده؟ (حتى لا يصيبنا مكروها؟) لماذا لا نقول زوجة واحدة وطفلان وأكثر من ذلك لا دعم؟ (طفل واحد فى الصين) لماذا نجعل الطلاق سهلا كشرب الماء؟ لماذا لا نمنع الهجرة من منطقة إلى أخرى كما فى الصين؟ لماذا الخوف؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق