الخميس، 29 أغسطس 2013

العالم العربي...مصر... أمريكا وكشف المستور



مر العالم بمرحلة إستعمار الدول الغربية للدول العربية وباقي دول العلم مستخدما القوة والحملات العسكرية في بناء مستعمرات لا تغيب عنها الشمس مثل الأمبراطورية البريطانية وبعد الحرب العالمية الثانية وإنقسام العالم الي معسكرين شيوعي بقيادة الإتحاد السوفيتي ورأس مالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ومر العالم بفترة الحرب الباردة بين المعسكرين وطالبت الدول المستعمرة بالتحرر من الإستعمار الغربي مستخدمة الكفاح المسلح والتعارض والتباين بين المعسكرين وكان أبرز صراعات هذا العصر الصراع في كوريا.
بدأت الحرب الكورية حربا أهلية في شبه الجزيرة الكورية بين عامى 1950-1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي وجنوبي، الجزء الشمالي يقع تحت سيطرةالاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي خاضع لسيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة يفصل بينهم خط عرض ٣٨.
كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية وعبرت خط عرض ٣٨ وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة،أمام القوات الشيوعية لكوريا الجنوبية وتدخلت قوات الصين الشيوعية في جانب قوات كوريا الشمالية والتي القت في المعركة بأكثر من مليون جندي.
انتهي الصراع عندما فشلت كل الأطراف المتنازعة من تحقيق أي نجاح وعادت جميع القوات الي خط عرض ٣٨ بعد فاصل طويل من الكر والفر بينهما بعد أن أنهكتها الحرب والخسائر البشريه العالية حولي ٢ مليون من كل الأطراف وتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في27 يوليو 1953 وإنتهي الصراع الي بقاء الحال علي ماهو عليه و بقيت كوريا مقسمة الي كوريتين يقسمهما خط عرض ٣٨ بعد إن أنهكت القوات الأمريكية وتكبدت خسائر عالية في الأفراد أمام القوات الشيوعية لكوريا الجنوبية وقوات الصين الشيوعية.
خرجت أمريكا بدرس عدم التورط في حروب عسكرية في جنوب شرق أسيا حيث إستراتيجية هذه الدول الدفع بقوات كثيفة دون النظر لحساب الخسائر في الأرواح و لتكون إستراتيجيتها الإعتماد علي بدائل أخري مخابراتية وعملاء لتحقيق أهدافها بدلا من دخول حروب عالية الخسائر البشرية.

نست الولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجيتها أو تناست ذلك أثناء بدء صراع شيوعي الهند الصينية (فيتنام فيما بعد) ضد الإستعمار الفرنسي حيث جرت معركة ديان بيان فو ١٩٥٤ و هي معركة مصيرية بين قوات اتحاد تحرير فيتنام(فيت منه) والجيش الفرنسي الذي كان مدعوما بقوات من حلف الناتو حيث تعدت خسائره ثلاث اضعاف الخسائر الفرنسية ولكن كان الانتصار الحقيقي للفيت منه عندما خرج قائد الجيوش الفرنسية حاملاً الراية البيضاء معلناً انتصار جيش فيتنام وتخلوا عن مستعمراتهم في الهند الصينية.

أرادت أمريكا أن تدخل لتحل محل الجيش الفرنسي لتمنع سقوط باقي فيتنام الجنوبية من الوقوع في أيدي الشيوعيون (فيتنام الشمالية)....وحتي يقتنع الكونجرس الأمريكي بالتصريح للرئيس الأمريكي بدخول الحرب دبرت المخابرات المركزية الأمريكية حادثة الإعتداء علي المدمرة ألامريكية مادوكس في ١٩٦٤وتلبيس ذلك لقوات الجيش الشيوعي حيث إعدت الكثير من الذرائع التي تم إعدادها مسبقاً من أجل تحويلها إلى وقائع تشكل المقدمات والخطوات الأولى للقيام بالإجراءات العسكرية للتدخل المحدود.


وعلى هذه الخلفية، تذرعت إدارة الرئيس الأمريكي ليندون جونسون بواقعة حادثة خليج توكين التي تبين أنها كانت محددة سلفاً من اجل توريط أمريكا في الحرب الفيتنامية بهدف:
إثارة العداء ضد الشيوعية في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
تعزيز نزعة الشعور بالقوة والتفوق الأمريكي بالإنتقام لمهاجمة المدمرة الأمريكية مادوكس .

تسلم الكونجرس الأمريكي التقارير والمعلومات وقام على عجل بالمصادقة على مشروع قانون "خليج تونكين" الذي أعطى للرئيس الأمريكي الجمهوري ليندون جونسون تفويضاً واضحاً بممارسة صلاحية استخدام كل الإجراءات اللازمة لصد العدوان الذي تتعرض له أمريكا في خليج تونكين وبعدها اندلعت الحرب الفيتنامية التي أدت إلى إلحاق الخسائر والأضرار التالية بالولايات المتحدة:

سقوط أكثر من 50 ألف قتيل أمريكي.
تزايد العداء لأمريكا في كل بلدان العالم.
تزايد الفوضى وعدم الاستقرار داخل الولايات المتحدة بسبب المظاهرات المناوئة للحرب.
تعرض الاقتصاد الأمريكي لخسائر باهظة. وأخيراً هزمت أمريكا شر هذيمة وخسرت حلفائها الفيتناميين وضاعت من يدها فيتنام الجنوبية.
وخرجت أمريكا من هذه الحرب بهروب أشبه بهروب الجيش الفرنسي من قلعة ديان بيان فو وعدلت امريكا إستراتيجيتها ثانيا بإعادة درس عدم الدخول والتورط في حروب في جنوب شرقي أسيا وتمون حروبها ضد الشيوعية بالوكالة أي البعد عن التورط المباشر بالبحث عن من يقوم نيابة عنها بالحرب.

 وتحققت لامريكا ضالتها في حرب أفغانستان بالإسلام والتطرف الديني وقامت بتجنيدهم لمحاربة الشيوعية الكافرة وأصبحوا قواتها التي تحارب لها حروبها حيث بدءالتدخل السوفيتي في أفغانستان هو اسم يطلق على حرب دامت عشرة سنوات، كان الهدف السوفيتي منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للاتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية، الباكستان في 25 ديسمبر 1979 بقوات من الثوار الأفغان والجهاد الإسلامي المتطوعين من الدول الإسلامية (السلاح العسكري للإخوان المسلمين) مع تمويل أمريكي بالسلاح والسماح بتجارة الأفيون من أجل تمويل هذه الحرب دون النظر للمبادئ الأخلاقية والدين والتي تتعارض مع جميع المبادئ الدولية.

 انسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989. وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّت قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير 1989 بعد أن أنهكته حرب العصابات وأدت هذه الحرب الي تحطم إقتصاده و إلي إنهيار الإتحاد السوفيتي فيما بعد.

خرجت أمريكا من هذه الحرب منتشية فقد تم إدارة هذه الحرب من المخابرات المركزية دون الدفع بأي قوات أمريكية وتحطيم الإتحاد السوفيتي العدو التقليدي للرأسمالية العالمية بدون ندخل من قواتها وكان هذا ردا علي المساعدات العسكرية السوفيتية لقوات فيت منه وهانوي أثناء حرب فيتنام حين جرعت أمريكا مرارة الهزيمة.

بدأت الدول الإستعمارية البحث عن أسلوب يحقق لها أهدافها دون الزج بقواتها في حروب طاحنة بالسيطرة علي مقاليد الدول الصغري أو النامية عن طريق السيطرة علي إقتصادياتها ومصادر ثرواتها الطبيعية عن طريق أنظمة عميلة تدير هذه الدول لصالحها بالوكالة تحت أسماء وتوجهات مختلفة تتناسب مع أي دولة طبقا لظروفها وأحوالها ومن هذه الشعارات مقاومة المد الشيوعي والسلام العالمي وحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية ومقاومة الدكتاتورية و محاربة العنف والإرهاب في لظاهر أما الحقيقة فهو صراع من أجل الطاقة سواء بترول-غاز-وقود حيوي بل وأدخل في قواعد الأمم المتحدة ما يؤيد تدخلها في تحديد مصير هذه الشعوب.

(صدرت الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب واستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب: أنشطة منظومة الأمم المتحدة لتنفيذ الاستراتيجية- تقرير الأمين العام وذلك لتقنين تدخلها عندما يلزم الأمر خاصتا بعد ظهور عالم القطب الواحد... مع الإعتماد علي المخابرات المركزية بتجنيد العملاء ولا مانع لديها من الإنقلاب علي أي من هذه الصور والعملاء حال تغير المصالح أو إستهلاكهم وإنتفاء الفائدة منهم أو العائد كما حدث مع شاه إيران. وخرجت المخابرات المركزية بأحقية التخطيط المستقبلي بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع بوضع السياسة الإستراتجية لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لمناطق العالم وأصبح رئيس الجمهورية ما هو إلا منفذ لهذه السياسات وهو ما يؤكده عدم إختلاف السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ما بين رئيس من الحزب جمهوري أو من الحزب ديمقراطي.

كانت هذه المقدمة السابقة هي لإيضاح النتائج  والتي سوف تؤثر سلبا أو إيجابا علي المنطقة العربية.

عانت أوروبا من الفتوحات الإسلامية وعانت من الفتح العثماني بإسم الدين الإسلامي لكثير من دول أوروبا ومن فظائع هذه الحروب وظهور الجيش المصري في عهد محمد علي ومساعدة سلطان تركيا العثماني في حروبه والتي أدت الي إصرار الغرب علي تدمير الأسطول المصري في موقعة ناورين البحرية للحد من هذه القوي وقامت الحرب العالمية الاولي وظهرت إتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور بهدف تقسيم العالم العربي بحيث لا يقوم له قائمة وجاءت الحرب العالمية الثانية وخرجت الدول العربية تنادي بإستقلالها وزرعت إسرائيل لتقسم العالم العربي الي قسمين.
تطورت الأوضاع السياسية بظهور ثورة ٢٣ يولية ٥٢ وزعامة عبد الناصر الذي قاد تحرر الدول المستعمرة سواء في الجزائر واليمن والعراق وسوريا وإنشاء جبهة عدم الإنحياز واتحاد الدول الأفريقية والمد العربي ثم التطور الداخلي من الناحية الإقتصادية والتصنيع وتصنيع السلاح مدرعات وطائرات وصواريخ وبحوث نووية وتحول عبد الناصر الي زعيم للدول المغلوبة علي أمرها والأمل لها في السير علي طريقه....فهل كانت أمريكا مستعدة أن تخرج من العالم تاركة لعبد الناصر السيطرة علية بإسم دول عدم الإنحياز والتجرء علي مخالفة سياستها وهي الخط الأحمر لأمريكا بعد طول صراعها من أوروبا وجنوب شرق أسيا واليابان...

كانت الولايات المتحدة ألأمريكة منشغلة في حرب فيتنام ومتورطه فيها ولم تجد من وسيلة إلا من ربيبتها إسرائيل حيث تم التخطيط لحرب ٦٧ وبالتعاون للأسف مع الملك سعود الي أن ثارت علية الأسرة السعودية الحاكمة ونفته خارج البلاد في اول حادثة من نوعها في المملكة إلا أن الملك فيصل لم يسعفه الوقت لإيقاف المرتزقة المدفوعين بوحي أمريكي من حدود السعودية لحجز القوة الضاربة المصرية في اليمن لإستهلاك قواه العسكرية لذا تعجلت امريكا واسرائيل توجيهالضربة قبل الاتفاق مع الملك فيصل علي إنسحاب القوات المصرية وقيام إسرائيل بوحي أمريكي لمهاجمة مصر بعد إجراء ملعوب أشبه بما جري في خليج تونكين والذي ذكرناه سابقا بتسريب معلومات عن نيات إسرائيلية عن مهاجمة سوريا وإندفع عبد الناصر لنصرتها ولم يحسب حسبة الخية التي أحيكت له ولقواته و المؤمرة التي أحيكت له من خونة ومن إسرائيل وأمريكا وكانت هزيمة ٦٧ هي أبرز خطي المخابرات المركزية الامريكية و دورها وإسلوبها في التآمر (وما زال البعض ويتهمون من يتكلم عن فكرالمؤمرة بالغباء السياسي)...

نجح الشعب المصري في الوقوف بجانب قيادته و إصراره علي الوقوف خلف قيادته لإزالة أثار العدوان وتحرير سيناء ودخلت مصر في حرب إستنزاف لقوي العدو المغرور بما حققه  مسبقا علي أرض الواقع بالتآمر والخديعة وهذه هي سنة صراعات الشعوب... وعاشوا خلف خط بارليفم تحصنين يشعرون بالأمان وأصبحت حرب الإستنزاف مدرسة للعسكرية المصرية تستخرج منها الدروس المستفاده لوضع أسلوب حرب التحرير بفكر مصري خالص وسط أجواء حظر جزئ لنوعيات السلاح من الإتحاد السوفيتي الذي كان غارقا في القتال وسط جبال أفغانستان ويعاني عسكريا واقتصاديا وقيادات سوفيتية شاخت وضعفت إرادتها وإخترقت بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية.

فجاءت مصر بقيادة السادات وجيشها العالم بحرب ٧٣ وإنتصاراته في ٦ ساعات في غياب تقديرات الموساد والمخابرات المركزية ولولا نجدتها لإسرائيل بمعونات عسكرية ضخمة فورية في أرض المعركة لما إستطاعت إسرائيل الوقوف أمام الزحف المصري ...وإنتهت الحرب بإيقاف ضرب النار ووجود ثغرة في الدفرسوار إستغلت إعلاميا لرفع الروح المعنوية لإسرائيل وبدء التفاوض بفك الارتباط بين القوات المحاربة الاول والثاني وانسحاب إسرائيل ثم إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل و ونشطت المعارضة العربية ضد إتفاقية السلام بواسطة جماعات الإسلام المتطرفة وقتل زعيم الحرب والسلام أنور السادات ...


 اختلف الأمريكان مع تنظيمات الجهاد والقاعدة وطلبان حيث خرجت عن طوعها لإختلاف المصالح والعقائد بعد إختفاء العدو المشترك الإتحاد السوفيتي من علي مسرح الأحداث وحدثت كثير من الأعمال الإرهابية ضد مصالح الغرب وأمريكا وأشهرها ضرب برجي التجارة العالمي والبنتاجون مقر وزارة الدفاع الأمريكية وكانت ضربة أهانت أمريكا و قامت الحرب في أفغانستان التي بدأت في 7 أكتوبر 2001 من الجيش الأمريكي (عملية الحرية المستديمة [1 ] والجيش البريطاني (عملية هرك) شنت كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر. وكان الهدف المعلن للغزو إيجاد أسامة بن لادن وآخرون من مناصب قيادية من أعضاء القاعدة ووضعهم في السجن قيد المحاكمة، لتدمير كل تنظيم القاعدة وأقصاء نظام طالبان الذي يدعم ويعطي الملاذ الآمن للقاعدة واعلنت الولايات المتحدة مذهب بوش أنها كسياسة لن تميز بين المنظمات الإرهابية والدول أو الحكومات التي تؤويها إلي أن قضت أخيرا علي زعيم القاعدة العميل السابق الذي خرج عن الطوع وبعدها إستقرت الأمور وعادت القاعدة الي بيت الطاعة الأمريكي كما سنري فيما بعد.

وليس مستغربا أن تبدأ القاعدة تفجيراتها في صحراء الجزائر بعد الإعلان عن خط غاز الصحراء الكبرى، وليس مستغربا أن تبدأ القاعدة محاولة إشعال نيجيريا بعد توقيع الحكومة النيجيرية على عقد استخراج الغاز مع غازبروم الروسية، وليس مستغربا أن تقوم القاعدة في العراق بعمليات الفصل الطائفي والعرقي، وليس مستغربا أن يقوم تنظيم القاعدة بالدعوة إلى الجهاد في الصومال تحضيرا لدخول القوات الإثيوبية على أمل إخراج نفط جنوب السودان خارج أراضي الشمال، وليس مستغربا الدعوة للجهاد في السودان تمهيدا لاتفاق نيفاشا لتقسيم السودان طائفياً، وذلك قد حصل على لسان قتيل القاعدة أسامة بن لادن نفسه في تلك الأيام، وليس مستغربا أن يقوم تنظيم القاعدة في غزة بإطلاق صواريخ على مناطق غير مأهولة ليرد الكيان الصهيوني بإستهداف أحد قادة المقاومة الفلسطينية، فتنظيم القاعدة لم يكن يوما خارج سيطرة الاستخبارات الأمريكية، واستهداف السفارتين الأمريكيتين في إفريقيا وضرب البارجة الأمريكية في اليمن تبين أنها من عمل الموساد وليس القاعدة وبالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، وأما ضرب برج التجارة العالمي لم يعد يخفى على أحد علاقة الإستخبارات الأمريكية بضرب البرجين كحجة لفتح الحرب على الإرهاب وفرض بعض القوانين على الداخل الأمريكي، وحتى في سورية تبين أن ما وعدت به واشنطن من استهداف مقرات الأمن بالصواريخ الذكية لم يتعدَ انفجارات قادها انتحاريو القاعدة معظم ضحاياها من المدنيين، فتنظيم القاعدة ليس مخترقا من قبل الإستخبارات الأمريكية بل هو إحدى خلايا الإستخبارات الأمريكية،


وهناك من الأدلة الكثير فقد قتل الكيان الصهيوني مئات الفلسطينيات ولم يتحرك تنظيم القاعدة ضد الكيان الصهيوني دفاعا عن أي مسلمة فلسطينية وكذلك الإعتداء علي الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، ولكن في العراق مقابل فتاة أفغانية رجمت بسبب الزنا (قيل إنها كردية يزيدية قتلت لأنها أسلمت وهي ليست كذلك) قتل تنظيم القاعدة 550 عراقيا غالبهم من الأكراد كان يراد ترحيلهم لاستكمال الفصل السكاني بين المذاهب والقوميات لتقسيم العراق، وفي مصر لأجل فتاة قبطية قيل إنها أسلمت قام تنظيم القاعدة بعشرات التفجيرات والهدف هو الفصل المذهبي والتحضير للتقسيم الطائفي، وآخر تصريحات تنظيم القاعدة الأمريكي الهوى كان ضد آل سعود، بالتغيير القادم في السعودية بعد الانتخابات الأمريكية، وجب الإشارة الى أن استهداف آل سعود ليس تعجيلا في وضع السعودية تحت المشرحة، بل هذا التهديد جزء من المفاوضات مع آل سعود حول سورية ولبنان.

تأثرت منطقتنا العربية بهذا الصراع حيث أنها بموقعها الإستراتيجي وأبار النفط والغاز وإحتمالات الوقود الحيوي مستقبلا في السودان وتواجد إسرائيل الحليف التقليدي أو القاعدة المتقدمة لتحقيقي مصالح الغرب ،ومنعها الدول العربية من تحقيق أي نهضة أو تقدم إقتصادي أو علمي وعسكري وبقائها علي هامش التاريخ بما تأججه من صراعات داخلية وتنشيط العملاء والجواسيس بما يحقق لها السيطرة التامة عليها كأحد المصادر الهامة للطاقة والنفوذ ويتضح ذلك من دفعها العراق الي حرب مع إيران تستهلك طاقاتها ثم دخول الكويت بتشجيع خفي من أمريكا ثم حرب تحرير الكويت ثم ١٣ سنة حظر جوي تضرب فية بالطائرات بشكل شبه يومي لمراكزها الإقتصادية والعسكرية وبعد ذلك حرب العراق بدعوي تواجد أسلحة دمار شامل في وقت تكاد العراق لم تلتقط أنفاسها من غارة الي أخري..و أخيرا إحتلت العراق.
امريكا تخطط ونحن ننفذ بإسم الإسلام حتي أصبحت قواته تقاتل بإسم الإسلام من أجل الصليب وهي لا تشعر أو تشعر وتستهبل بداء من مخطط امريكا في العراق قتال بين السنة والشيعة وقتال اعلامي وكلها تصب في اضعاف النظرة للدين وكلا المذهبين ينتهك القدسيه الدينية للاخر بالبحث في كتب الاخر ونقدها ويبحثون عن السلبيات والخرافات الغير منطقية في مذهب الاخر ونشرها اعلاميا في الوسائط الإعلامية وعلي منابر الجوامع والخطب الدينية...و المسلم سواء شيعي او سني عندما يسمع بتلك الاشياء تتأجج داخلة مشاعر التعصب الديني دون تروي أو تعقل والخطة بدأت في العراق بالشحن الطائفي ثم القتال بواسطة عملائها من القاعدة ولن تنتهي المعارك سوف تستمر سواء قتال مسلح او عبر القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي حتى يبيدون بعضهم البعض في غياب عقلي وتعصب ديني أعمي مثلما حدث باوربا سابقا صراع سياسي ديني فكري طويل (وعل سبيل المثال حرب الثلاثين عاما في أوروبا وهي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و1648م، خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب: فقد اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، بل وكان الأثر الرئيسي لحرب الثلاثين عاما والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع، تدمير مناطق بأكملها تركت جرداء من نهب الجيوش. وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك العديد من سكان الولايات الألمانية حيث إنخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪ في المتوسط ؛ وفي أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق مات ما يقدر بثلثي السكان، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا. كما أنخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث. وكان هناك وفرة في النساء وندرة في الرجال. وعالج الأمراء الظافرين هذه الأزمة البيولوجية بالعودة إلى تعدد الزوجات كما ورد في العهد القديم. ففي مؤتمر فرنكونيا المنعقد في فبراير1650 بمدينة نورنبيرغ اتخذوا القرار الآتي:- لا يقبل في الوطن الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيرا جدياً، وينبه مرارا من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة).


وما نراه اليوم ماهو إلا صورة من صور الصراع الديني الذي أودي بحياة ملاين البشر الأوربي وهنا برزت فكرة العلمانية ولم نتعظ من تجارب التاريخ فلسنا ببعيدين عن هذا الصراع الديني والذي ندفع إليه دفعا بواسطة عملاء يعملون بتشجيع صيوني أمريكي لمتطرفين دينيا شيعة وسني (وخد عندك السنية نفسها داخلها صراعات وفرقاء وتعصب أعمي لايفرق بين مسلم وكافر) وكلة بإسم الإسلام حتي إهتزت صورة الإسلام ونبية أمام العالم.

إن ما يجري علي أرض الواقع يقام بأيدي خفية وترتيب مسبق وإعداد جيد وتجنيد العملاء  وقد وجدت لدي المتطرفين دينيا عملاء ليس لديهم فكر عما يفعلون سواء الإخوان أو تنظيمهم القاعدة ولا يستبعد ان يكون من بين الشعوب العربية ٢٠٪  عملاء مسجلون في المخابرات المركزية فيهم من هم خلايا نشطة وفيهم من هم خلايا ساكنة تنطلق بوحي من المخابرات المركزية عند الإحتياج وللأسف الشديد فإن كثير من قادة العالم العربي والدولي هم عملاء وتقوم أمريكا بمحاولة تجنيد كل من يدخل ويعيش بها فترة تطول آو تقصر وكل من يسعي حتي داخل وطنه وقد تعرضت بنفسي لمحاولة تجنيدي إلا أنني لوعي الشديد وفضل من الله رفضت ولكني كنت ألاحظ بالتالي ما يحدث مع الآخرين وملاحقة نجاحاتهم بتشجيع أمريكي.

وبعد العراق ولبيا وتونس تم إستهداف مصر وسوريا لإستكمال ما سمي بحزام الأمان حول إسرائيل واستهداف سورية كان مختلفا لأن سورية تختلف عن العراق اختلافا جوهرياً، ففي العراق تمكن الأمريكي من تجنيد ضباط كبار في الجيش العراقي لم يقاتلوا مع صدام بل قاتلوا ضده وقت الهجوم الأمريكي ومنهم من لم يقاتل أبداً، بينما في سورية فشلوا وكان المطلوب تفكيك الجيش العربي السوري وبشكل خاص السيطرة على الوحدات الصاروخية قبل أي عمل عسكري ضد سورية، خصوصا وأن امريكا تدرك جيدا نتائج عدوان تموز على لبنان والتي توكد أن اي حرب شاملة في المنطقة لن تهدد أمن الكيان الصهيوني فحسب بل تهدد وجوده، ولا يمكن شن الحرب على سورية وجيشها متماسك ورئيسها يملك قرار إطلاق ما يملكه من الصواريخ، ولهذا السبب قام الكيان الصهيوني بأكبر أربع مناورات عسكرية بتاريخه قبل بدء تحضير العدوان على قورية.

ما يحدث في سوريا هو إستكمال لما حدث في العراق نفس التخطيط ولكن‬
‫
بأهداف أخري:‬
‫


١- تأمين إسرائيل بعد أن وصلت قوة الجيش السوري بما يحتوي من أسلحة كيماوية ‬
‫
للردعلي تسلح إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل مما يعتبر تقييد لقدرات إسرائيل في‫
التوسعية.
٢- أن سوريا حليف قوي لإيران و هو ما قيد إسرائيل وأمريكا من ضرب إيران هو قوة ‬
‫
سوريا كقاعدة إيرانية متقدمة علي حدود إسرائيل مما قيد الإمكانيات العسكرية ‬
‫
الاسرائيليه في مهاجمة إيران قبل الإنتهاء من سوريا وهنا ضرورة العجلة قبل وصول ‫إيران لسلاح نووي يقيد يد الجميع.

٣- غاز البحر الأبيض المتوسط والأطماع في خطط إستغلاله وحرمان سوريا من‫
عوائده.

٤- الإنتهاء من سوريا كحليف لروسيا فالواقع أن روسيا ليس لديها ما تقدمة أكثر من‫
السلاح و الفيتو في مجلس الأمن وأمريكا تعرف ذلك وتعرف حدود روسيا حاليا.

إصرار الجيش السوري علي المقاومة وتماسك نظام الأسد وضع أمريكا في موقف المواجهه في إصرارها علي ضرب سوريا بسبب إستخدام السلاح الكيماوي رغم عدم
إستخدامها ولكن أمريكا لن تترك الفرصة وستقوم بواسطة عملائها بإستخدامه للإيحاء بان الأسد هو المستخدم وقد إستخدمت نفس الحيلة للتدخل في حرب فيتنام 
حين إدعت كذبا أن فيتنام ضربت المدمرة الامريكية مادوكس في ١٩٦٤ في خليج تونكين حتي يحصل لندون جونسن علي موافقة الجونجرس في دخول الحرب ونجحت هذه الحيلة علي الكونجرس ووافق علي دخول الحرب،،،والنهاية معروفة فمن يحرك 
الرئيس الأمريكي هو المخابرات المركزية وليس الرئيس وهي نفس قصة أسلحة 
التدمير الشامل في العراق....سوريا سوف تضرب لسبب او لآخر...ثم الدور علي 
مصر للوصول المنطقة الي حالة الفوضي الخلاقة ثم تبدأ في تقسيم الدول بمسميات 
مختلفة وحدود وتقسيمات علي هواها هي سايكس بيكو جديدة مع إستخدام نفس المخابرات المركزية التي لم تجد أغبي منهم  تطوعا كجنود القاعدة والإخوان فهم 
سلاحها وهم يقومونبالحرب بالوكالة لخديعة المسلمين،،،يعني خد من دقنه 
و إفتلة...


أ ما أهداف أمريكا في مصر فرغم أن الجيش الأمريكي والمصري كانوا حلفاءفي حرب الكويت وحصلت أمريكا علي أكبر تسهيلات في تاريخ مصر في عبور
طائراتها الأجواء سواء قوات أو إمداد جوي لقواتها وكانت كلها تحت نظري....طيب لماذا هذ  التوجه الجديد؟.....

١- أمريكا لاتعرف لها صديق أو حليف إلا مرحليا وطبقا لمصالحها.

٢- علي مدي أكثر من ٣٠ سنه يتم تسليح الجيش المصري بأحدث السلاح حتي أصبح قوه عسكرية تعطل هيمنتها علي المنطقة وتسبب القلق لإسرائيل في تخطيط إنطلاق غزة في سيناء وكان لابد أن يدخل هذا الجيش في حرب طريق وكلائها وعملائها مثل الإخوان ومنظمتها العسكرية القاعدة بعد رجوعها لبيت الطاعة الأمريكي وعن طريق لإخوان تم حشدهم في سيناء. مع تشجيع دخول الشيعة الي مصر ليكون صراع داخلي ديني إخواني قبطي صعيدي نوبي أيضا وتشجيع أثيوبيا علي إستقطاع جزء كبير من مياة النيل وبهدف تحطيم الإعتماد علي النيل وتشجيع المصري علي الهجرة وقبول التقسيم.

٣- تسليم ٤٠٪ من سيناء لحماس وبالتالي تخرج حماس وغزة من عبائة فلسطين وترتاح منها إسرائيل فقد أصبحت غزة دولة أكبر من الضفة ولا حاجة لأن تكون فلسطين دولة بجناحين في غزه والضفة.

٤- بالنسبة للضفة يتم انشاء وطن فلسطيني يضم قسرا الي الأردن بعد الإنتهاء من مصر و سوف يتم تنشيط عمل الإخوان والقاعدة في الأردن وتحويلها الي سوريا أخري وتدخل هي وما يتبقي من الضفة في شكل دولي جديد... إسمه إيه؟سميه أي إسم ...سميه عطيات مثلا فليس للأسماء معني عندهم.

٥- الخطوة التالية الانتقال بإدخال الصراع الديني الي السعودية والكويت ودول الخليج وإدخالها في صراع مسلح يدمر البنية الأساسية وإقتصادياتها لهذه الدول لتدخل في ذمرة الفوضي الخلاقة وهذا ما تشعر به السعودية وبادرت بمعاونة مصر هي والإمارا والكويت والأردن.

٦- تدخل المنطقة بالكامل الي تقسيم دولي جديد يحقق المصالح الأمريكية علما بأن التقسيم الجديد سيكون لدول محطمة عسكريا وإقتصاديا تبحث علي لقمة العيش.

٧- لاحظ التقسيم الحالي سواء سوريا والإردن وفلسطين ولبنان (الشام سابقا) والعراق هو من صنع إتفاقية سايكس بيكوا (اتفاقية سايكس بيكو سازانوف عام ١٩١٦ ، كانت تفاهمًا سريًا بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية على اقتسام الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى)...وقد إنتفي الغرض من هذا التقسيم ويحاولون الآن جمع الكوتشينة وتفنيطها من جديد.

٨- ثورة ٣٠ يونية ودعم القوات المسلحة أوقفت هذا التخطيط وأصبح في طريقه للفشل وحصار سيناء وغزه جعلهم في ورطة وإحتمال فشل مخطط عاشوا في أحلامه وتحققت فيه مراحل أصعب بكثير فتم تدمير العراق ولبيا وتونس وسوريا في المراحل الأخيرة ومصر كان رئيسها أحد جواسيسها في قضية الكربون الأسود وعميلها الكبير محمد مرسي العياط هو ومكتب الإرشاد.

٩- الحل الذي أسقط ذلك وهو وحدة شعب مصر بكل فصائلة ووحدة قواته المسلحة وعدم قدرتها علي تجنيد أي من قادتها وللحق أن الفضل الكبير بعد الله صبحانه وتعالي للسيد المشير حسين طنطاوي الذي حرص علي إستبعاد أي شبهات سياسية أو تطرف ديني أو عمالة لأي دولة أجنبية والبعد عن المزايدات السياسية ونبذ الخلاف وتفهم الجميع للأهداف الخارجية للتدخل في المنطقة وكشف عملاء المخابرات المركزية الذين يجندوا في البداية تحت حلم تحقيق الديمقراطية وهي عمالة يكتشفه العميل بعد أن يصبح في موقف متورط وعميل يعمل ضد بلدة...هل يمكن أن نحاول إعادتهم للوطن؟؟؟؟.

وتوقعاتي للمرحلة القادمة الإنشغال بسوريا ومتابعة مصر بالضغط السياسي علي أمل أن تجد فرصة لزيادة الضغط في سيناء علي الجيش وأري أن فشلهم قريب علي أيدينا بالإسراع علي أصدار الدستور والإستفتاء عليه وإنتخاب مجلس الشعب و إنتخاب رئيس الجمهورية والقضاء بلا رحمة علي فلول الإخوان والإرهاب وإبعاد الدين عن السياسة ومعالجة المؤيدين بإيضاح الحقائق علي أن نبقي منتبهين لما يجري حولنا حتي لا تنصب خية لنا كما حدث في ٦٧ تجهض أحلامنا وتدخلنا ثانيا في دائرة العنف. وعلي الصعيد العسكري الضغط علي عملاء الإرهاب والإخوان في سيناء ومحاصرة غزة بالكامل والضغط علي الجانب الإسرائيلي بفض حصار غزة من جانبة حيث أن هذا الحصار يدفع بغزه للإنفجار في إتجاه مصر ممايسبب تهديد للأمن القومي المصري من جانب إسرائيل ويخالف إتفاقية السلام ويعرضها للإنتهاك ويمكن عرض الأمر علي مجلس الأمن علي أساس أن ذلك يخالف إتفاقية السلام وتعريض الأمن المصري للخطر مما سيجبر إسرائيل علي الإستجابة لتخفيف الضغط علي غزة.


عاشت مصر...كما عشناها في أحلامنا منذ الطفولة حتي اليوم قوية أبية بشعبها وجيشها.


لواء أ.دكتور سامي جمال الدين
إستشاري تطويرالنظم الإستراتيجية

هناك تعليق واحد:

  1. لقد هرمنا يا دكتور من قول هذا الكلام مرارماً و تكراراً ,,,و لكن المغيبين كثيرين الله المستعان على ما يصفون أثابك الله و ووفقك إلى كل ما فيه خير لمصر كما عهدناك دوماً

    ردحذف